الطواغيت ، فأعطت تصورا دقيقا للفروق المميزة بين فكر الامام السياسي في البناء والانعتاق ، وبين تسلط الحاكمين في الاضطهاد والاستبداد.
تلت ذلك أربعة مباحث راصدة لمعاناة الامام الهائلة من أبعاد شتي ، لدي استخلاف المنصور ، وفي عهد ولده المهدي ، وفي أيام موسي الهادي ، وفي مملكة هارون الرشيد. وكان فيها مسح تأريخي مركز لعوالم الارهاب التي تعرض لها الامام ، وتصوير للحاجة المأساوية التي مثلث كابوسا مطبقا علي حياة الامام.
وكان الفصل الخامس بعنوان :
«المناخ الثوري واجراءات الارهاب السياسي»
وقد انتظم في خمسة مباحث ناطقة بصدق وأمانة عن : / قمع التحرك الثوري من قبل العباسيين ، وثورة الحسين بن علي (صاحب فخ) ، وانتفاضة يحيي بن عبدالله المخص ، والتصفية الجسدية للعلويين ، وموقف الامام من العنف الثوري.
وكان هذا الفصل حافلا بمشاهد الدماء القانية ، وتأريخ الثورات العلوية المضطربة ، وتصوير الاجراءات الصارمة في الاقتصاص ، بما يمثل موجة الارهاب السياسي العنيف في معالجاته البدوية المعقدة ، واستخفافه بالدماء والأعراض وقيمة الانسان.
وعرض لموقف الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) من هذه الأحداث الحزينة ، ولوح بتوجيهاته بالترقب والنصح الكريم ، وأشار لمعارضته هذا المنهج.
وكان الفصل السادس بعنوان :
«البعد الاستراتيجي لسياسة الامام في مقاومة الانحراف العباسي»
وهو عرض جديد لأبعاد استراتيجية بارزة في سياسة الامام المنطلقة من صميم رسالته وقيادته للأمة في ضوء تعليمات السماء.