الله ، وعلي المسلمين الطاعة ، وان ظلم عباد الله ، وغير أحكام الله ، وأكل أموال المسلمين ، وثوابه أو عقابه علي الله ، وليس لأحد أن يعتدي علي ذاته المقدسة!!.
الجديد في هذا المنحي في الاسلام أن الحاكم مصون غير مسؤول ، فقد أبيح له كل شيء ، وقد خول بكل شيء. وقد رحب الطغاة والجبابرة والملوك بهذا المبدأ الجديد.
فالارجاء اذن مذهب الطواغيت ، وهو المذهب الذي يبيح الانحراف والخروج عن الخط الديني ، ويجعل الحاكم مستقلا في برجه العاجي عن النقد والتجريح والرفض.
وطبيعي أن مذهب الارجاء قد ابتدعته الأعطيات الضخمة من السلاطين ، وجعلت منه مبدأ لا ينطق ، ولا يعترض ، ولا يحاجج ، بل يظل مسالما طول الخط.
يقول الأستاذ خودابخش : «ان أصل المرجئة ، يرجع الي ما كان من ضرورة استنباط وسيلة للعيش في وفاق مع الحكم» (١).
وأقره علي ذلك أستاذنا الدكتور يوسف خليف بقوله : «فقد وجد الحاكمون في هذا المذهب ضالتهم المنشودة التي كانوا يتمنون أن يعثروا عليها وسط الاتجاهات والمذاهب المتعددة المعادية لهم» (٢).
ولم يقف المسلمون بمنحي عن فكرة الارجاء ، بل وقفوا في الاتجاه المعاكس لمجابهة الارجاء فالامامية يرون في مذهب الارجاء احتضانا لتطلع الطواغيت في اباحة المحظورات ، يسوغ لهم الاستبداد وسفك الدماء دون أن يخرجهم ذلك عن حضيرة الايمان ، وكان في طليعة ذلك الامام محمد الباقر
__________________
(١) ظ : يوسف عبدالقادر خليف / حياة الشعر في الكوفة / ٣٠٩.
(٢) المرجع نفسه / ٣٠٩.