أن لا يكلموا هشاما الا في الامامة ، لعلمهم بمذهب الرشيد وانكاره علي من قال بالامامة.
ويحضر الرشيد هذه الجلسة ، وفيها هشام بن الحكم من الامامية وعبدالله بن يزيد الأباضي من الخوارج ، وحضر جماعة المعتزلة. ولك أن تختبر أهداف هذه الجلسة ، فمن رأي يحيي بن خالد البرمكي أن «يتبين فساد كل مذهب» من مذاهب القوم ، وهدف المعتزلة الايقاع بهشام بن الحكم لأنه امامي ، ويعرفون رأي الرشيد بمن قال ذلك ، فلا يسألونه الا بالامامة ، والرشيد يحضر ليعرف أعداءه من أوليائه ، والقوم في أخذ ورد من مبحث (صفحه ١١٧) الامامة ، وهشام يعطي الدليل اثر الدليل علي صحة مذهبه ، والمعتزلة يردون وينقضون ، وهشام يرد الرد والنقض معا ، والخوارج يعتذرون عن الخوض في الموضوع لأن هشاما شريك الأباضي في التجارة ، وتحتدم آراء القوم في جدل مستميت وخصام شديد ، حتي ينجر الحديث الي القول من قبل هشام أن الامام معصوم من الذنوب ، وأنه أشجع الناس ، وأسخي الناس ، وأعلم الناس ، وقرع الحجة بالحجة.
والرشيد يسمع هذا كله ، ومعه جعفر بن يحيي يسمع هذا كله ، فقال الرشيد لجعفر ، من يعني بهذا؟ قال : يا أميرالمؤمنين يعني موسي بن جعفر ، قال ، ما عني بها غير أهلها ، ثم عض علي شفته ، وقال : مثل هذا حي ويبقي لي ملكي ساعة واحدة؟ فو الله للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف.
وعلم يحيي بن خالد أن هشاما قد أتي ، فغمز الي هشام بالخروج ، وعلم هشام أنه قد أخذ علي حين غرة ، فانسل من المجلس وهرب ، وكان ذلك آخر العهد به حتي مات (١).
__________________
(١) ظ : هذه المحاورة كاملة / البحار للمجلسي : ٤ / ١٩٨ ـ ٢٠٢.