فليس بامام ، فلا يجوز اتباعه بزعمهم ، ولا يجوز القول بامامته (١).
وهنالك فرق انطلقت في الميدان في عصر الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، وكان أبرزها : الاسماعيلية ، والفطحية ، والواقفة.
ولكل فرقة من هذه الفرق الثلاث دعواها في تسلم منصب الامامة لغير الامام الشرعي المنصوص عليه في سلسلة الأئمة الاثني عشر (عليهمالسلام).
فالاسماعيلية تنتسب الي اسماعيل بن الامام جعفر الصادق ، فعلي الرغم من وفاته في حياة أبيه ، فقد أنكروا ذلك بشدة ، وقالوا : لا يموت حتي يملك (٢).
وكان هذا الزعم مخالفا لحقائق الاحداث ، اذ توفي اسماعيل في عهد مبكر قبل الدعوة اليه ، فقد مات في حياة أبيه في «العريض» وحمل علي رقاب الرجال الي المدينة ، ودفن بالبقيع ، وتقدم الامام الصادق سريره ، وأمر بوضعه علي الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة ، وكان يكشف عن وجهه وينظر اليه ، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده ، وازالة الشبهة عنهم في حياته (٣).
ويقوم مذهب هذه الطائفة علي الغلو ، وحصر الامامة في ذرية اسماعيل فيما يزعمون ، ويضفون علي زعمائهم أقدس النعوت التي يرفضها حتي شبابهم المثقف.
وفي هذا الجو الغائم نشأت (الفطحية) القائلة بامامة عبدالله بن الامام الصادق (عليهالسلام) ، وقد لزمهم هذا اللقب لقولهم بامامته ، وهو أفطح الرجلين. ويقال أنهم لقبوا بذلك لأن داعيهم الي امامة عبدالله هذا كان رجلا يقال
__________________
(١) ظ : النوبختي / فرق الشيعة / ٧٥.
(٢) ظ : الأشعري / مقالات الاسلاميين / ٩٨.
(٣) الشيخ المفيد / الارشاد / ٣١٩ ـ ٣٢٠.