له : عبدالله بن الأفطح (١) وقد تسمي هذه الفرقة العمارية ، نسبة الي أحد زعمائها المسمي «عمار» (٢).
وسرعان ما اختفت هذه الفرقة ، اذ لم يعش عبدالله بعد أبيه الا سبعين يوما ، ولم يعقب ولدا ذكرا (٣) وكأن مبدأ هذه الفرقة قد ولد ميتا ، وانتهي أمرها.
ونشأت أفكار فرقة ضالة ، كان لها الأثر في تفريق الكلمة ، وتشويه الحقائق المجردة ، وهي فرقة الواقفة ، وقد تسمي «الواقفية» وسبب هذه التسمية أنها وقفت علي امامة موسي بن جعفر (عليهالسلام) وادعت أنه حي لم يمت ولا يموت ، وأنه رفع الي السماء كما رفع عيسي بن مريم (عليهالسلام) وأنه هو القائم المنتظر الذي يملأ الدنيا قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا. وأن الذي في سجن السندي بن شاهك ليس هو الامام موسي بن جعفر بل شبه وخيل اليهم أنه هو (٤).
وكانت هذه المقالة مدعاة الي السخرية من قبل الامامية لأنها لا تقوم علي أساس نصي أو تأريخي علي الاطلاق.
قال الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه) :
«أما الذي يدل علي فساد مذهب الواقفة ... فما ظهر من موته (عليهالسلام) ، واشتهر واستفاض كما اشتهر موت أبيه وجده ومن تقدمه من آبائه ... علي أن موته اشتهر ما لم يشتهر موت أحد من آبائه (عليهمالسلام) ، لأنه أظهر ، فقد أحضروا القضاة والشهود ، ونودي عليه ببغداد علي الجسر ، وقيل : هذا الذي
__________________
(١) ظ : المصدر نفسه / ٣٢٠.
(٢) ظ : الأشعري / مقالات الاسلاميين.
(٣) ظ : الشهرستاني / مقالات الاسلاميين.
(٤) ظ : باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر ٢ / ٢٠٤.