تزعم الرافضة أنه حي لا يموت ، مات حتف أنفه» (١).
ويبدو أن العنصر المادي ، وخيانة الله ورسوله في احتجان الحق الشرعي ومال المسلمين ، هو الذي أدي بالقول الي الوقف.
فروي الثقات : ان اول من أظهر هذا الاعتقاد علي بن أبيحمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي ، وعثمان بن عيسي الرواسي ، طمعوا في الدنيا ، ومالوا الي حطامها ، واستمالوا قوما ، فبذلوا لهم مما اختانوه من الأموال ... فكان عند زياد بن مروان سبعون ألف دينار ... وعند عثمان بن عيسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار ، فبعث اليهم الامام علي بن موسي الرضا (عليهالسلام) : أن احملوا ما قبلكم من المال ، وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار ، فاني وارثه ، وقائم مقامه ، فأنكر ذلك البطائني والقندي ، وأما عثمان بن عيسي الرواسي فكتب اليه : ان أباك (عليهالسلام) لم يمت ، وهو حي قائم ، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل ، واعمل علي أنه قد مضي كما تقول ، فلم يأمرني بدفع شيء اليك ، وأما الجواري : فقد أعتقتهن ، وتزوجت بهن (٢).
وتهافت كثير من ذوي الأحلام القاصرة وذوي الأطماع الواهنة الي اعتناق مذهب الواقفة دون هدي من كتاب أو سنة أو عقل.
والطريف في الأمر أن يحمل الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) في حياته علي هذه الفرقة وعلي رئيسها بالذات ، فعن ابن أبيداود ، قال : «كنت أنا وعيينة بياع القصب عند علي بن أبيحمزة البطائني ، ـ وكان رئيس الوافقة ـ فسمعته يقول : قال أبوابراهيم (عليهالسلام) (موسي بن جعفر) : انما أنت
__________________
(١) الشيخ الطوسي / الغيبة / ٢٠.
(٢) ظ : الصدوق / علل الشرائع / ٢٣٦ طبع النجف ، الطوسي / الغيبة / ٤٦ ـ ٤٧ ، الصدوق / عيون أخبار الرضا : ١١٢ / ١ ، الكشي / الرجال / ٣٠٧ ، المجلسي / بحارالأنوار : ٤٨ / ٢٥٢.