وبلاغتها ، الا أن تكون لأميرالمؤمنين الامام علي (عليهالسلام) وأولاده المعصومين ، فموردهم واحد ، ورافدهم واحد.
وفي مجال التجسيد ، دحض الامام الأقوال بالحركة ، ونزه الباري عزوجل عن الانتقال والتخطي ، لأن ذلك وصف للمتحرك ، والمتحرك لا يكون بمكانين في آن واحد ، والله تعالي فوق الزمان والمكان ، وهو علي سواء في القرب والبعد ، فلا يحد بمكان ، ولا يتحرك بجوارح ، ولا يتحدث بفم. قال الامام (عليهالسلام) : «لا أقول انه قائم فأزيله عن مكانه ، ولا أحده بمكان يكون فيه ، ولا أحده أن يتحرك في شيء من الأركان والجوارح ، ولا أحده بلفظ شق فم ، ولكن كما قال تعالي : (... كن فيكون) (١) بمشيئته من غير تردد في نفس ، صمدا فردا ، لم يحتج الي شريك يذكر له ملكه ، ولا يفتح له أبواب عمله» (٢).
وفي السياق نفسه نفي الامام نزول الله فيما تزعم بعض المرويات ، ونفي احتياجه للنزول ، فكل شيء محتاج اليه ، وهو ليس بحاجة الي شيء.
قال الامام (عليهالسلام) :
«ان الله لا ينزل ، ولا يحتاج أن ينزل ، انما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج الي شيء بل يحتاج اليه ، وهو ذو الطول لا اله الا هو العزيز الحكيم» (٣).
ثم دعم الامام هذا الرأي بالدليل العقلي ، فان النزول دليل الحركة ، والمتحرك له من يحركه ، وذلك من المحدثات ، والله تعالي هو الأزلي القديم. قال الامام (عليهالسلام) :
_________________
(١) سورة ياسين / ٨٢.
(٢) الكليني / أصول الكافي ١ / ١٢٥.
(٣) الكليني / الكافي ١ / ١٢٥.