وهذه أمثلة شاردة علي فظاظة أفعاله وسوء معاملته ، مع شرائح من الناس والأبرياء منهم بخاصة ، ولا أدل علي ذلك من قتله الامام الصادق (عليهالسلام) فقضي مسموما بأمره.
وقد عرضنا لشيء من سيرته في البطش الدموي في كتابنا : «الامام جعفر الصادق (عليهالسلام) زعيم أهل البيت» ونضيف هنا أنه كان ممن يتلاعب بشريعة سيد المرسلين (صلي الله عليه وآله) ، ويخالف أحكامها بأحكام ما أنزل الله بها سلطانا.
«فقد دخل عليه ابن هرمة الشاعر المشهور بشرب الحمر ، فقال له المنصور : ما حاجتك؟ قال ابن هرمة : تكتب الي عاملك بالمدينة أن لا يحدني اذا وجدني سكران!! فقال :
لا أعطل حدا من حدود الله. قال : تحتال لي!!
فكتب المنصور الي عامله : من أتاك بابن هرمة سكرانا فاجلده مائة ، واجلد ابنهرمة ثمانين.
فكان من يراه سكران يقول :
من يشتري مائة بثمانين ، ثم يتركه ويمضي» (١).
وهكذا يجد المنصور المخرج لاباحة شرب الخمر وتعطيل الحدود ، علما بأنه كان يتناول الخمرة ، ولكنه لا يظهر لندمائه بشرب ولا غناء (٢) وكان معروفا بالفتك ، ولقد غدر بأب مسلم الخراساني قائد الدعوة العباسية ، وبأبيسلمة الخلال وزير آل محمد كما وصفوه ، وبعمه عبدالله بن علي ، وسواهم من أعيان رجاله.
وكان بخيلا يضرب المثل بشحه وبخله ، ويجد ذلك مكرمة وحسن تدبير ، ويحرص علي خزائنه جمعا واحتكارا ، والشعب المسلم يتضور
__________________
(١) السيوطي / تأريخ الخلفاء / ١٧٨.
(٢) المصدر نفسه / ١٧٩.