نعيم من العيش الرغيد!! وهذا المال الذي هو مال المسلمين زكاة وخراجا ، يتقاسمه المغنون والجواري والغلمان في هبات جزيلة متتابعة ، فقد غني دحمان الأشقر الرشيد فطرب لذلك وقال له : تمن علي ، فتمني علي الرشيد ضيعتين واردهما أربعون ألف دينار فأعطاه اياهما (١).
وأنشده أبوالعتاهية أبياتا ، غناها للرشيد ابراهيم الموصلي ، فأعطي كل واحد منهما مائة ألف درهم ، ومائة ثوب (٢) وغناه يحيي المكي فأطربه ، فقال الرشيد : أعطوه ما في ذلك البيت ، فكان فيه ما قيمته خمسون ألف درهم (٣) وغناه يحيي المكي أيضا بيت من الشعر ، فسكر عليه حتي أمسي ، وأمر له بعشرة آلاف درهم (٤).
وغني اسحاق الموصلي للرشيد بأبيات وصف فيها بستانا بظهر الحيرة قيمته أربعة عشر ألف دينارا ، فأمر له الرشيد بأربعة عشر ألف دينار ، فاشتراها (٥).
وغناه ابراهيم الموصلي صوتا من مختاراته ، فطرب له الرشيد طربا شديدا ، واستعاده عامة ليله ... فأمر له بمائتي ألف درهم (٦).
وغناه ابراهيم الموصلي بعد أن أطلقه من الحبس بهذا البيت :
تضوع مسكا بطن نعمان |
|
اذ مشت به زينب في نسوة خفرات |
فأمر له بثلاثين ألف درهم (٧).
__________________
(١) ظ : السيوطي / تأريخ الخلفاء / ١١٦.
(٢) الأصبهاني / الأغاني ٤ / ٧٤.
(٣) الأصبهاني / الأغاني ٦ / ١٨٧.
(٤) المصدر نفسه ٦ / ١٨٥.
(٥) المصدر نفسه ١٧٥ ـ ٥ / ١٧٤.
(٦) كتاب التاج / ٤١.
(٧) الأصبهاني / الأغاني ٦ / ٢٠٥.