ومواليه ، وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم» (١).
ومنع أهل البيت حق الطبيعي من بيت المال أسوة ببقية المسلمين علي الأقل كان من الأهداف المركزية للبلاط العباسي ، بل كان من أهدافه أيضا منع أوليائهم وأصحابهم ومن يمت اليهم بصلة من أي نوع من العطاء ، واذا كان هذا صنيعهم مع شيعتهم ، فما بالك بهم؟
وليت الرشيد اكتفي بما صنعه مع الامام من الاستدعاء والاستنطاق الذي لا مبرر له ، ولكنه أغري به الفجرة من أولياء بني العباس ، وجلاوزة النظام الحاكم.
ذكر السيد المرتضي علم الهدي (ت ٤٣٦ ه) :
«انه حضر بباب الرشيد نفيع الأنصاري ، وحضر الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) علي حمار له ، فتلقاه الحاجب بالاكرام ، وعجل له بالاذن.
فسأل نفيع عبدالعزيز بن عمرو من هذا الشيخ؟
قال : شيخ آل أبيطالب ، شيخ آل محمد ، هذا موسي بن جعفر.
قال : ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير ، أما ان خرج لأسوء نه ، قال له عبدالعزيز : لا تفعل فان هؤلاء أهل بيت ما تعرض لهم أحد بالخطاب الا وسموه في الجواب سمة يبقي عارها مدي الدهر.
وخرج الامام ، وأخذ نفيع بلجام حماره وقال :
من أنت يا هذا؟
فقال الامام ، يا هذا ان كنت تريد النسب؟ أنا ابن محمد حبيب الله ، ابن اسماعيل ذبيح الله ، ابنابراهيم خليل الله. وان كنت تريد البلد؟ فهو الذي فرض الله علي المسلمين وعليك ـ ان كنت منهم ـ الحج اليه. وان كنت
__________________
(١) ظ : المجلسي / بحارالأنوار : ٤٨ / ١٣٢.