وكلهم أبناء عبدالله بن الحسن ، وعبدالله بن الحسن الأفطس ، وابراهيم بن اسماعيل طباطبا ، وعمر بن الحسن بن علي بن الحسن المثلث ، وعبدالله بن اسحاق بن ابراهيم بن الحسن المثني ، وعبدالله بن جعفر الصادق (عليهالسلام) ووجهوا الي فتيان من فتيانهم ومواليهم ، فاجتمعوا ستة وعشرين رجلا من ولد علي (عليهالسلام) وعشرة من الحاج ، وجماعة من الموالي. فلما أذن المؤذن الصبح ، نادوا : أجد أجد ، وصعد الأفطس المنارة ، وجبر المؤذن علي قول «حي علي خير العمل» فلما سمعه العمري أحس بالشر ودهش ، ومضي هاربا علي وجهه.
وصلي الحسين بالناس الفجر ، ولم يتخلف عنه أحد من الطالبيين ، الا الحسن بن جعفر بن الحسن ، والامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، وسيأتي موقفه من هذه الثورة.
وخطب الحسين بعد الصلاة ، وقال بعد الحمد لله والثناء عليه : «أنا ابن رسول الله ، علي منبر رسول الله ، وفي حرم رسول الله ، أدعوكم الي سنة رسول الله (صلي الله عليه وآله). أيها الناس أتطلبون آثار رسول الله في الحجر والمدر تمسحون بذلك ، وتضيعون بضعة منه.» (١).
فلما انتهي من هذا الخطاب أقبل عليه الناس يبايعونه علي كتاب الله وسنة نبيه ، والدعوة للرضا من آل محمد (صلي الله عليه وآله) (٢).
وهذا يعني استجابة الناس الفورية ، فالناس تطمع بالخلاص ولا تجد الي ذلك سبيلا ، حتي اذا أعلن الحسين ثورته هذه وهو من آل علي (عليهالسلام) ، كان الاقبال علي البيعة تلقائيا.
وروي أنه قال لمن بايعه :
__________________
(١) ظ : الأصبهاني / مقاتل الطالبيين / ٤٨٤.
(٢) ظ : الطبري / تأريخ الأمم والملوك ١٠ / ٢٥.