يحمل عليهم حتي فأجاه سهم غادر رماه حماد التركي فقتله ، وقتل معه سليمان بن عبدالله بن الحسن ، وعبدالله بن اسحاق بن ابراهيم بن الحسن ، وأصابت الحسن بن محمد نشابة في عينه فتركها وجعل يقاتل أشد القتال ، حتي آضوه ثم قتلوه ، وجاء الجند بالرؤوس وقد احتزوها فكان عددها مائة ونيفا (١).
وأبرد بالرؤوس الي موسي والعباس وعندهما جماعة من العلويين وفي طليعتهم الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، فلم يسألا أحدا الاه ، فقالا : هذا رأس الحسين؟
قال الامام : «نعم؛ ان لله وانا اليه راجعون ، مضي والله مسلما ، صالحا ، صواما ، وقواما ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله». فلم يجيبوه بشيء (٢).
ودفن العباسيون قتلاهم جميعا ، وتركوا الحسين وأهل بيته وأصحابه بلا دفن ثلاثة أيام تصهرهم حرارة الشمس (٣).
وقد روي عن الامام محمد الجواد (عليهالسلام) أنه قال :
«لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ» (٤).
وجيء بالأسري من الحسنيين وأصحابهم ، مقيدين بالأغلال ، وقد جمعت أيديهم الي أرجلهم بالحديدة ، وهم في حالة يرثي لها جهدا وعناء وبلاء ، وقدموا بين يدي موسي الهادي ، فأمر بقتلهم جميعا ، فقتلوا صبرا ، وصلبوا علي باب الحبس» (٥).
__________________
(١) ظ : الطبري / تأريخ الأمم والملوك ١٠ / ٢٨.
(٢) ظ : المجلسي / بحارالأنوار / ٤٨ / ١٦١ ـ ١٦٥ وانظر مصادره.
(٣) ظ : اليعقوبي / التأريخ ٣ / ١٣٧.
(٤) ابن عنبة / عمدة الطالب / ١٧٢.
(٥) ظ : الطبري / تأريخ الأمم والملوك ١٠ / ٢٩.