قال المجلسي : وحملت الأسري الي الهادي فأمر بقتلهم ، ومات في ذلك اليوم (١).
وكان في الأسري رجل قد أنهكته العلة ، فقال للهادي يستعطفه : أنا مولاك يا أميرالمؤمنين. فصاح به الهادي : مولاي يخرج علي؟ وكان مع الهادي سكين ، فقال : والله لأقطعنك بهذه السكين مفصلا مفصلا ، ومكث الرجل ساعة ، فغلبت عليه العلة ، فمات حتف أنفه (٢).
وبعد أن قتل الهادي أسري «فخ» وضعت رؤوس القتلي من العلويين بين يديه ، والتي أبرد بها اليه ، فجعل ينشد هذه الأبيات : (٢)
بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعدما |
|
دفنتم بصحراء الغميم القوافيا |
فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله |
|
فيقبل ضيما ... أو يحكم قاضيا |
ولكن حكم السيف فيكم مسلط |
|
فنرضي اذا ما أصبح السيف راضيا |
فان قلتم انا ظلمنا ... فلم نكن |
|
ظلمنا ... ولكنا أسأنا التقاضيا |
وهكذا ذهبت هذه الدماء الزواكي جبارا ، وقتل الأسري جهارا ، ولم تكن هناك أدني رحمة انسانية بالرأفة والعفو المحمود.
وقد اكتوي الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) بلهيب هذه الثورة ، فمدت نحوه أصابع الاتهام بتدبيرها ، والامام براء منها كما سيأتي.
وكان اتهام الامام صادرا من أعلي سلطة في الدولة العباسية من الهادي
__________________
(١) ظ : المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ١٦٥ وانظر مصدره.
(٢) الأصبهاني / مقاتل الطالبيين / ٤٥٣.
(٣) ياقوت / معجم البلدان ٦ / ٣٠٨.