اتق الله وعرفني أصحابك السبعين لئلا ينتقض أمانك!! وأقبل علينا فقال : ان هذا لم يسم أصحابه ، فكلما أردت أخذ انسان يبلغني عنه شيء أكرهه ، ذكر أنه ممن أمنت.
فقال يحيي : يا أميرالمؤمنين أنا رجل من السبعين فما الذي نفعني من الأمان؟ أفتريد أن أدفع اليك قوما تقتلهم معي؟ لا يحل لي هذا ، قال : ثم خرجنا ذلك اليوم ، ودعانا له يوما آخر ، فرأيته أصفر اللون متغيرا ، فجعل الرشيد يكلمه فلا يجيبه ، فقال : ألا ترون اليه لا يجيبني؟ فأخرج يحيي الينا لسانه قد صار أسود مثل الفحمة ، يرينا أنه لا يقدر علي الكلام ، فاستشاط الرشيد غضبا وقال : انه يريكم أني سقيته السم ، والله لو رأيت قتله لضربت عنقه صبرا ، ثم خرجنا من عنده ، فما صرنا في وسط الدار حتي سقط يحيي علي وجهه لآخر ما به.
وعن ادريس بن محمد بن يحيي كان يقول :
قتل جدي بالجوع والعطش في الحبس.
وعن الزبير بن بكار عن عمه : أن يحيي لما أخذ من الرشيد المائتي الألف الدينار ، قضي بها دين الحسين صاحب فخ ، وكان الحسين خلف مائتي ألف دينار دينا (١).
هذا مجمل ما حصل ليحيي بن عبدالله المحض في حركته وأمانه وتسييره الي بغداد ، وسجنه ، حتي استشهاده ، وبالامكان القاء الضوء الكاشف علي تداعيات هذه المأساة.
١ ـ ان يحيي كان قذاة في حلق الرشيد كما صرح بذلك لأنه قام بتحرك علي نطاق واسع في بلاد الديلم ، ولأنه أخ الثائرين في عهد المنصور : محمد
__________________
(١) ظ : الأصبهاني / مقاتل الطالبيين / ٤٦٥ ـ ٤٨٥ بتصرف واختصار ، المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ١٨٢ ـ ١٨٧.