النفس الزكية ، وابراهيم أحمر العينين اللذين تحدثنا عن تورتيهما في كتابنا عن الامام الصادق (عليهالسلام).
وظهر أن الرجل كان من الثائرين مع الحسين بن علي (صاحب فخ) وقد اختفي عن السلطة العباسية ، حتي أثر اختفاؤه في الحياة السياسية ، وانتابت الحاكمين منه هواجس وتحسبات عدة ، وأنه في اختفائه قد تنقل متنكرا بين عدة كور وقصبات وبلدان حتي استقر به المطاف في بلاد الديلم في عهد الرشيد مع سبعين من أصحابه ، ولعل اختفاءه في احدي خانات (حلوان) شمال العراق من مظاهر هذا التواري عن أنظار السلطة.
ذكر الأستاذ باقر شريف القرشي عن أحد عيون الرشيد ، قوله : «كنت في خان من خانات حلوان ، فاذا بيحيي بن عبدالله في دراعة صوف غليظة ، وكساء صوف أحمر غليظ ، ومعه جماعة ينزلون اذا نزل ، ويرتحلون اذا رحل ، ويكونون معه ناحية ، فيوهمون من رآهم أنهم لا يعرفونه ، وهم أعوانه» (١).
ويبدو أنه في هذا المنزل كان في سبيله الي بلاد الديلم عن طريق شمال العراق الشرقي.
٢ ـ ان الرشيد قد علم بالتحرك السري ليحيي ، وقد عرف استجابة بعض العراقيين له ، وجملة من العلويين ، وكان ذلك مما يقلق الرشيد ، فرماه بالفضل بن يحيي البرمكي بجيش مكثف مدرب علي القتال ، قيل أنه بلغ خمسين ألف رجل ، وأن أصحاب يحيي قد فزعوا من أنباء هذا الجيش ، فتفرقوا عنه ، وخالفوه كثيرا ، وأخيرا يبدو أنهم قد أسلموه عند الوثبة ، حتي اضطر الي التفاوض مع الفضل ضمن شروط معينة ، فيها الأمان له ولأصحابه ، وقد أمضي الرشيد تلك الشروط ، وأشهد عليها يحيي ،
__________________
(١) باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر ٢ / ٩٢ وانظر مصدره.