بالفشل والنهاية المحزنة دون حصيلة مرجوة في التغيير والانقلاب الجذري سياسيا وعقائديا.
فقد روي أن يحيي حينما عزم عن حركته كتب للامام :
«أما بعد : فاني أوصي نفسي بتقوي الله ، وبها أوصيك ، فانها وصية الله في الأولين ، ووصيته في الآخرين.
خبرني من ورد علي من أعوان الله علي دينه ونشر طاعته؛ وبما كان من تحننك مع خذلانك ، وقد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد (صلي الله عليه وآله) وقد احتجبتها واحتجبها أبوك من قبلك ، وقديما ادعيتم ما ليس لكم!! وبسطتم آمالكم الي ما لم يعطكم الله!! فاستهويتم وأضللتم!! وأنا محذرك ما حذرك الله من نفسه».
تقول الرواية فكتب اليه الامام موسي بن جعفر في الجواب : «... أما بعد؛ فاني أحذرك الله ونفسي ، وأعلمك أليم عذابه وشديد عقابه وتكامل نقماته ، وأوصيك ونفسي بتقوي الله فانها زين الكلام وتثبيت النعم ، أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع وأبي من قبل ، وما سمعت ذلك مني ... وذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك ، وما منعني من مدخلك الذي أنت فيه ـ لو كنت راغبا ـ ضعف عن سنة ، ولا قلة بصيرة بحجة ... وأنا متقدم اليك أحذرك معصية الخليفة ، وأحثك علي بره وطاعته ، وأن تطلب لنفسك أمانا قبل أن ، تأخذك الأظفار ....» (١).
وأنت تري رسالة يحيي في التهجم علي الامام ، وهي بعيدة الصدور عنه ، فانه أدري بمنزلة الامام ومنزلة أبيه من ذي قبل ، واذا كان يدعو للرضا من آل محمد ، فالامام هو الرضا من آل محمد.
وأنت تري الرد فيما نسب للامام ، واذ شككنا في الأصل ثم لنا الشك
__________________
(١) ظ : الكليني / الكافي ١ / ٣٦٦ ، المجلسي / البحار ٤٨ / ١٦٦.