وذلك يقتضي الاعراض حينا ، والانكار حينا آخر ، وقد يدعو الي المقاطعة للحكم في كل شيء فيجعل حركته مشلولة متعثرة ، وبهذا تكون المعارضة الرافضة شعارا ودثارا ، ويد يعني بالمطالبة لتحقيق العدل واستنقاذ الحقوق المهدورة ، وقد يدعو الي الحياة الحرة الكريمة في ضمن ذلك ، وقد يكون مقتصرا علي رفض التعاون والتعامل مع الجهات الحاكمة في مؤسساتها ومرافقها ودواوينها بشكل عام.
وأئمة أهل البيت بالتزامهم منهج التقية لدي تفجر حياة القسر والارهاب الدموي ، قد يلتزمون النضال السلبي خطا في عدة طرق ، فينطلقون من مبدأ اضعاف الأنظمة ورفضها ، واحكام عزلتها السياسية من قبلهم ، واشعار الشعب المسلم بانكارهم لأعمال السلطان وأعوان السلطان.
وقد يستقبل الأئمة الوجه المشرق للنضال الايجابي لاقامة دولة العدل ، كما مثل ذلك أميرالمؤمنين الامام علي (عليهالسلام) في قتاله للناكثين والقاسطين والمارقين.
وقد يكون النضال الايجابي انكارا عمليا لبسط حكام الجور وولاة السوء فيلتجأ الي الكفاح المسلح ، كما مثل ذلك سيدالشهداء الامام الحسين بن علي (عليهماالسلام) في ثورة الطف.
والامام المعصوم هو صاحب القرار وحدة في هذا الاتجاه أو ذاك بما تمليه عليه ضرورة الوظيفة الرسالية الملقاة علي عاتقه ، دون النظر للعواطف والأحاسيس والانفعالات الذاتية ، فهي بعيد منها ومنزه عنها ، فهو حينما يتصرف فبوحي من التكليف الشرعي ، وبعناية من التسديد الالهي ، ناظرا المصلحة العليا وحدها دون التأثر بالأهواء أو الانصياع للضغوط مهما كان ، وكلا المنهجين الذين يسلكهما الامام لهما منطلق واحد هو الحفاظ علي بيضة الاسلام من وجه ، وقيادة الأمة بأمانة واخلاص من وجه آخر.