قال : ان كنت صادقا فأنت حر ...
فدخل الامام ، فخرج اليه الفضل بن يونس حافيا ، ووقع علي قدميه يقبلهما ، فقال له الامام : اقض حاجة هشام بن ابراهيم فقضاها (١).
هذه الايجابية بهذه الحدود ، كانت بتقدير الامام وساطة ناجحة لاستباق الخيرات والمسارعة بانجازها ، وقضاء حق من حقوق الأخوة في الله ، وفيها تنفيس كرب واغاثة ملهوف.
ولكن الامام يقف الموقف الصارم والحازم تجاه الانضمام لعمل السلطان ، والانضواء في رف معيته وسطوته.
فقد حدث زياد بن أبيسلمة ، قال :
«دخلت علي أبيالحسن موسي (عليهالسلام) ، فقال : يا زياد انك لتعمل عمل السلطان؟
قلت : أجل؛ قال لي : ولم؟ قلت : أنا رجل لي مروة وعلي عيال ، وليس وراء ظهري شيء. فقال لي : يا زياد لئن أسقط من حالق فأنقطع قطعة قطعة؛ أحب الي من أتولي لأحد منهم عملا ، أو أطأ بساط رجل منهم ، الا لماذا؟ قلت : لا أدري جعلت فداك ، قال : الا لتفريج كربة عن مؤمن ، أو فك أسرة ، أو قضاء دينه.
يا زياد : ان أهون ما يصنع الله بمن تولي لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار الي أن يفزع الله من حساب الخلائق.
يا زياد : فان وليت شيئا من أعمالهم فأحسن الي اخوانك ، فواحدة بواحدة ، والله من وراء ذلك.
يا زياد : أيما رجل منكم تولي لأحد منهم عملا ثم ساوي بينكم وبينهم فقولوا له : أنت منتحل كذاب.
__________________
(١) ظ : الكشي / الرجال / ٣١١ ، البحار ١٠٩ / ٤٨.