للأمة ، وما وفي به من التزامات للامام ، وما أسداه من أعمال جباره تجاه الشعب الضائع في عواصف النظام ، مما استحق معه هذا الثناء العاطر والدعاء العظيم.
وهذا يلزمنا جميعا أن نتوجه هذا التوجه في رعاية شؤون الناس ، ومتابعة احتياج الآخرين ، كل بحسب موقعه من المنصب والمكانة والجاه ، والا فهي الأيام القصيرة مهما طالت ، ومن وراثها المساءلة والمحاسة فيما قدم الانسان وما ترك.
ولسنا ندري بالضبط حجم هذه المكرمات التي انتهجها ابنيقطين في خلال منصبه ، ولسنا نعلم مدي اتساع عطائه الانساني وهو علي رأس السلطة ، لأن أعماله محاطة بكثير من الكتمان لئلا يفتضح أمره لدي السلطان ، الا أننا نستشعر أهميتها القصوي من خلال اعتداد الامام به ، ومتابعته من قبله في تصرفاته ، وتسديده له في كثير من شؤونه التي يقصر ادراكها الا بعد حين ، ناظرين بذلك ما ذكره الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه) وهو أقرب الي عهد الامام ، وما يرويه لنا نعتبره من أصول الروايات.
أولا : روي عبدالله بن ادريس عن ابن منان ، قال : حمل الرشيد في بعض الأيام الي علي بن يقطين ثيابا أكرمه بها ، وكان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس الملوك. فأنفذ ابنيقطين بالدراعة وبعض الثياب الي الامام الكاظم (عليهالسلام) ومعها خمس ماله ، فلما وصلت ، قبل الامام الثياب والمال ، ورد الدراعة ... وكتب اليه : أن احتفظ بها ...
فلما كان بعد أيام تغير علي بن يقطين علي غلام فصرفه ... فسعي به الي الرشيد ، وقال : انه يقول بامامة موسي بن جعفر ، ويحمل اليه خمس ماله في كل سنة ، وقد حمل اليه الدراعة ... فأنفذ الرشيد الي ابنيقطين من