يحضره ... فحضر ... قال له : ما فعلت بالدراعة؟ .. قال هي عندي في سفط مختوم ...
قال الرشيد : أحضرها الساعة ،
فاستدعي بعض خدمه وقال له : ... افتح الصندوق الفلاني ، وجئني بالسفط الذي فيه بختمه ، فلم يلبث الغلام أن جاءه بالسفط مختوما ، فوضع بين يدي الرشيد ... ففتح ونظر الي الدراعة فيه بحالها ... فقال لعلي بن يقطين : أرددها الي مكانها ، وانصرف راشدا ، فلن أصدق عليك بعدها ساعيا ، وأمر أن يتبع بجائزة سنية ، وتقدم بضرب الساعي ألف سوط ، فضرب نحوا من خمسمائة سوط ، فمات في ذلك (١).
ولك أن تسأل : أني توافر هذا العلم بهذه الحال في الاستدعاء والسؤال عن الدراعة من قبل الامام؟ وكيف احتاط الامام لذلك بهذه الصورة التي حكمت ببراءة ابنيقطين يمثل هذا الموقف الحرج؟
ولنا أن نجيب : ان هذا العلم لدي الامام قد فتح عليه كما تقدم في موارد علم الامام ـ من ذلك الباب الذي فتح لجده أميرالمؤمنين (عليهالسلام) «علمني رسول الله ألف باب من العلم ، يفتح لي من كل باب ألف باب» (٢). واذا كان الأمر كذلك ، وهو كذلك ، فقد انتفي الاستغراب والعجب والاستبعاد ، وليس هو بأعجب مما ترويه الحادثة الأخري في الموضوع نفسه.
ثانيا : روي محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضل ، قال : اختلفت الرواية بين أصحابنا في الوضوء ، فكتب علي بن يقطين بذلك للامام ، فكتب اليه الامام : فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء ، والذي أمرك
__________________
(١) ظ : الشيخ المفيد / الارشاد / ٣٢٩ ـ ٣٣٠.
(٢) ظ : الشيخ المفيد / الاختصاص ٢٨٢ ـ ٢٨٣ في طرق وأسانيد هذا الحديث ، وبما روي فيه عن الأئمة (عليهمالسلام) بعبارات متقاربة.