به في ذلك : .... أن تغسل وجهك ثلاثا ، وتخلل شعر لحيتك ، وتغسل يدك من أصابعك الي المرفقين ، وتمسح رأسك كله ... وتغسل أصابعك الي المرفقين.
فلما وصل الكتاب عجب بما رسمه له ... ثم قال : مولاي أعلم بما قال ، وأنا ممتثل أمره ...
وسعي بعلي بن يقطين لدي الرشيد ، فقيل له : اختبره بالوضوء ... فلما دخل وقت الصلاة ، وقف الرشيد وراء حجاب ينظر وضوءه ، فتوضأ علي الصورة التي رسمها له الامام. فقال الرشيد : كذب يا علي بن يقطين من زعم أنك من الرافضة.
وورد علي ابنيقطين كتاب الامام (عليهالسلام) :
«ابتداء من الآن يا علي بن يقطين توضأ كما أمر الله ، اغسل وجهك مرة فريضة ، وأخري اسباغا ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح مقدم رأسك ، وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما كان يخاف عليك ، والسلام» (١).
ومع كل هذه المنزلة لعلي بن يقطين عند الامام ، فقد يجابهه بما يصحح سيرته ، ويخفف من غلوائه ، رائده في ذلك ايقافه عند المنهج السوي الذي لا يحاد عنه ، فقد حجبه ، وامتنع عن مقابلته ، لأنه حجب ابراهيم الجمال ، وهو من أولياء الامام.
فقال علي بن يقطين للامام موسي بن جعفر : يا سيدي ما ذنبي؟
فقال (عليهالسلام) : حجبتك لأنك حجبت أخاك ابراهيم الجمال.
وقد أبي الله أن يشكر سعيك ، أو يغفر لك ابراهيم الجمال.
فدخل علي بن يقطين علي ابراهيم داره ، وقال له : ان المولي أبي أن
__________________
(١) ظ : الشيخ المفيد / الارشاد / ٣٣٠ ـ ٣٣١.