فأبي الا الخروج ، فأرسل اليه الامام بيد أخيه محمد بن جعفر بثلاثمائة دينار ، وأربعة آلاف درهم ، فقال :
اجعل هذا في جهازك ولا توتم ولدي (١).
وفي رواية أخري أن محمد بن جعفر دخل علي الرشيد ثم قال له :
ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتي رأيت أخي موسي بن جعفر يسلم عليه بالخلافة.
وكان ممن سعي بالامام يعقوب بن داود وكان يري رأي الزيدية (٢).
وقيل : ان الواشي بالامام عند الرشيد : محمد بن اسماعيل بن جعفر (٣).
وقد تعتبر هذه الوشاية أو تلك بداية المبررات لسجن الامام من قبل الرشيد ، أو في الأقل من المشجعات عليه.
بينما يري الأستاذ محمدحسن آلياسين أن سبب سجن الامام كان مرتبطا بحج الرشيد أول مرة بعد استخلافه ، وزيارته قبر النبي ، وقوله : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا بن العم.
فتقدم الامام الي القبر ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبه.
فتغير وجه الرشيد ، وتبين الغيظ فيه فكتمه ، وقال : هذا هو الفخر يا أباالحسن.
والمستنبط من مجموع روايات هذه الحادثة ، وقد وردت في عدد غير قليل من المصادر المعتمدة (٤) أن الرشيد قد صدمته هذه المفاخرة الصريحة أو المباهلة الجريئة ، فأفسدت عليه مشاعر التعالي ولذة المباهلة ، وحرمته
__________________
(١) ظ : الصدوق / عيون أخبار الرضا ١ / ٦٩ باختصار.
(٢) المصدر نفسه ١ / ٧٢.
(٣) ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤٣٦.
(٤) رويت هذه الحادثة في أكثر من عشرين مصدرا معتمدا.