بلقاء الامام من قبل العلماء ، وقد يسمح بتبليغه الرسائل من أوليائه ، وقد يوصل الأجوبة من قبل الامام الي السائلين.
ويعتبر الأستاذ محمدحسن آلياسين : أن هذه الأساليب التي سلكها السندي من جملة طرائقه في التغطية والتمهيد لقتل الامام (١).
وقد يكون ذلك من بواعث التعتيم علي معاناة الامام لجملة الضغوط والمضايقات ، فيشاع أنه يتمتع بحرية واستقلالية ، بحيث تصله رسائل شيعته ، وحيث يجيب عليها بمحض ارادته واختياره.
فقد روي عن علي بن سويد الطائي ، قال :
كتب الي أبوالحسن الأول (عليهالسلام) في كتاب :
«ان أول ما أنعي اليك نفسي في ليالي هذه ، غير جازع ، ولا نادم ، ولا شاك فيما هو كائن ، مما قضي الله وحتم ، فاستمسك بعروة آل محمد ، والعروة الوثقي الوصي بعد الوصي ، والمسالمة والرضا بما قالوا» (٢).
وكما في رواية الحسين بن المختار ، قال :
«خرجت الينا ألواح من أبيالحسن موسي ، وهو في الحبس ...» (٣).
وقد تتأخر اجابة السؤال من قبل الامام لأسباب أمنية فرضت عليه ، أو لأسباب تتعلق بالامام ، فعن علي بن سويد ، قال : كتبت الي أبيالحسن موسي (عليهالسلام) وهو في الحبس كتابا ، أسأله عن حاله ، وعن مسائل كثيرة ، فاحتبس الجواب علي أشهرا!! ثم أجابني بجواب مفصل ، ورد فيه بعد حمد الله والثناء عليه ، قوله : «أما بعد؛ فانك امرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة ، وحفظ ما استرعاك من دينه ، وما ألهمك من رشده ، وبصرك من أمر دينك ...»
__________________
(١) محمدحسن آلياسين / الامام موسي بن جعفر / ٨٨.
(٢) الحميري / قرب الأسناد / ١٩٢ ، البحار ٤٨ / ٢٢٩.
(٣) الكليني / الكافي ١ / ٣١٢.