فالتفت الامام (عليهالسلام) ، فقال لهم : اشهدوا علي أني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام ، اشهدوا أني صحيح الظاهر لكني مسموم ، وسأحمر في آخر هذا اليوم حمرة شديدة منكرة ، وأصفر غدا صفرة شديدة منكرة ، وأبيض بعد غد ، وأمضي الي رحمة الله ورضوانه ، فمضي (عليهالسلام) كما قال في آخر اليوم الثالث (١).
٢ ـ ان يحيي بن خالد البرمكي خرج علي البريد حتي وافي بغداد ، فماج الناس وأرجفوا بكل شيء ، وأظهر أنه ورد لتعديل السواد ، والنظر في أمور العمال ، وتشاغل ببعض ذلك أياما ، ثم دعا السندي بن شاهك ، فأمره بأمره فامتثل ، وكان الذي تولي به السندي قتله (عليهالسلام) ، سما جعله في طعام قدمه اليه.
ويقال : انه جعله في رطب أكل منه ، فأحس بالسم ، ولبث بعده ثلاثا موعوكا منه ، ثم مات في اليوم الثالث (٢).
٣ ـ ان يحيي بن خالد البرمكي هو الذي سم الامام بأمر الرشيد مباشرة : فعن عبدالله بن طاووس ، قال :
قلت للرضا (عليهالسلام) : ان يحيي بن خالد سم أباك موسي بن جعفر صلوات الله عليهما؟ قال : نعم ، سمه في ثلاثين رطبة (٣).
٤ ـ وفي عيون الأخبار جاء النص الآتي :
«ثم حبس ـ يعني الامام موسي بن جعفر ـ وسلم الي السندي بن شاهك ، فحبس ، وضيق عليه ، ثم بعث اليه الرشيد بسم في رطب ، وأمره أن يقدمه اليه ، ويحتم عليه في تناوله منه ، ففعل ، فمات صلوات الله
__________________
(١) ظ : المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ عن عيون المعجزات / ٩٥.
(٢) المفيد / الارشاد / ٣٣٩ ، الأربلي / كشف الغمة ٣ / ٢٧.
(٣) النجاشي / الرجال / ٣٧١ ، المجلس / البحار ٤٨ / ٢٤٢.