عليه» (١).
وكانت هنالك محاولة سابقة لسم الامام في الرطب في رواية عمر بن واقد ، قال :
ان هارون الرشيد لما ضاق صدره مما كان يظهر له من فضل موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، وما كان يبلغه من قول الشيعة بامامته ، واختلافهم في السر اليه بالليل والنهار خشية علي نفسه وملكه ، ففكر في قتله بالسم ، فدعا برطب فأكل منه ، ثم أخذ صينية فوضع فيها عشرين رطبة ، وأخذ سلكا فعركه في السم ، أدخله في سم الخياط ، وأخذ رطبة من ذلك الرطب ، فأقبل يردد اليها ذلك السم بذلك الخيط ، حتي علم أنه قد حصل السم فيها ، فاستكثر منه ، ثم ردها في ذلك الرطب ، وقال لخادم :
احمل هذه الصينية الي موسي بن جعفر ، وقل له : ان أميرالمؤمنين أكل من هذا الرطب ، وتنغص لك به ، وهو يقسم عليك بحقه لما أكلتها عن آخر رطبة ... فتحاشي الامام هذه الرطبة في حديث طويل ، فباءت المحاولة بالفشل (٢).
ولئن باءت هذه المحاولة بالفشل فما باءت المحاولات الأخري.
ومهما يكن من أمر فان الوثائق التأريخية المعتمدة تشير أن الامام (عليهالسلام) مات مسموما علي يد السندي بأمر الرشيد (٣).
ومما يؤكد هذا الرأي ما رواه الشيخ المفيد :
__________________
(١) الصدوق / عيون أخبار الرضا ١ / ٨٥ ، البحار ٤٨ / ٢٢٢.
(٢) ظ : المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ٢٢٣ وانظر مصدره.
(٣) ظ : المفيد / الارشاد / ٣٣٩ ، المسعودي / مروج الذهب ٣ / ٢٧٣ ، ابن الطقطقي / الفخري / ١٧٢ ، الطوسي / التهذيب ٦ / ٨١ ، ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤٣٧ ، ابنخلكان / وفيات الأعيان ٤ / ٣٩٥ ، ابنحجر / الصواعق المحرقة / ١٢٢ ، ابنالصباغ / الفصول المهمة / ٢٢٢ ، القندوزي / ينابيع المودة / ٣٦٣ ، المجلسي / البحار ٤٨ / ٢٠٧.