يكره ، بعث اليه بصرة دنانير ، وكانت صراره ما بين الثلثمائة الي المائتين الي المائة دينار ، وكانت صرار موسي مثلا» (١).
والامام (عليهالسلام) يكظم غيظه عن أعدائه حتي يعودوا أولياءه ، وعن مبغضيه حتي يكونوا أحباءه ، وله في ذلك أخبار حسان.
قال الشيخ المفيد بسنده ، وكذلك الخطيب البغدادي عن جده عن أصحابه : «أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب (رض) كان بالمدينة يؤذي أباالحسن موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، ويسبه اذا رآه ، ويشتم عليا (عليهالسلام) ، فقال للامام بعض جلسائه : دعنا نقتله ، فنهاهم عن ذلك أشد النهي ، وزجرهم أشد الزجر ، وسأل عن العمري ، فذكر له أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة. فركب اليه في مزرعته فوجده فيها ، فدخل المزرعة بحماره ... ونزل فجلس عنده ، وضاحكه وقال له :
كم غرمت في زرعك هذا؟
قال : مائة دينار.
قال الامام : فكم ترجو أن تصيب؟
قال : أنا لا أعلم الغيب. قال الامام : انما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه؟
قال : أرجو أن يجيئني مائتا دينار.
فأعطاه الامام ثلاثمائة دينار ، وقال : هذا زرعك علي حاله ، فقام العمري فقبل رأسه ، وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسم اليه أبوالحسن (عليهالسلام) وانصرف.
وذهب الامام الكاظم الي المسجد فوجد العمري جالسا ، فلما نظر الي الامام ، قال : «الله أعلم حيث يجعل رسالته».
__________________
(١) الأصبهاني / مقاتل الطالبيين / ٤٩٩