موسي بن جعفر (عليهالسلام) ، حيث نجد المبدأ ثابتا بدلائله العلمية.
ان العلم الوراثي الذي احتضنه الامام الكاظم (عليهالسلام) مما تدل عليه الآثار وتصرح به الروايات الصادرة عن آبائه (عليهالسلام) :
وهذا النوع من العلم له مصدران هما الكتاب والسنة ليس غير. واذا كان الأمر كذلك ، خرجنا من عهدة التساؤل والاثارة ، فهو علم كسبي يتدارسه الامام في ظل من كان قبله من الأئمة شفاها أو تدوينا أو رواية ، أو هي كلها ، والامام موسي بن جعفر تلميذ أبيه الامام الصادق ، والصادق تلميذ أبيه الامام الباقر حتي ينتهي أمر ذلك الي أميرالمؤمنين ، وعلم أميرالمؤمنين فرع أثير من علم رسول الله (صلي الله عليه وآله) ما في ذلك من شك.
اذن نحن أمام مخزون مدخر لكنوز العلم السائر مصدره ، ذلك الباب الذي لا يوصد ، وهو مبني اما علي الرواية المتسلسلة حتي تتصل برسول الله (صلي الله عليه وآله) واما علي أساس العلم التكسبي الذي يتلقاه الامام من أبيه ، وهكذا.
وكان الامام أحمد بن حنبل زعيم الحنابلة شديد الاعجاب بما يرويه عن الامام موسي بن جعفر عن آبائه (عليهمالسلام) ، فيقول : «حدثني موسي بن جعفر ، (صفحه ٥٥) قال : حدثني أبيجعفر بن محمد ، قال : حدثني أبيمحمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبيطالب ، قال : قال رسول الله (صلي الله عليه وآله)».
ثم قال أحمد بن حنبل بعد رواية هذا السند بالحرف الواحد : «هذا اسناد لو قريء علي المجنون لأفاق» (١).
ومن كان هذا سنده في الرواية عرفت مصدر علمه الوراثي. لقد سأل خلف بن حماد الامام موسي بن جعفر مسألة ، فأجابه عليها ، فقال له خلف : جعلت فداك؛ من يحسن هذا غيرك؟ فرفع الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) يده
__________________
(١) ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤٣١ ـ ٤٣٢.