الي السماء ، وقال : «اني والله ما أخبرك الا عن رسول الله عن جبرئيل عن الله (تعالي) (١) وهناك ما هو أصرح من هذا في النظر الي موقع علم الوراثة من علمه ، قال ابن المغيرة : «كنت أنا ويحيي بن عبدالله بن الحسن عند أبيالحسن (عليهالسلام) (يعني الامام موسي بن جعفر) قال له يحيي : جعلت فداك ، انهم يزعمون أنك تعلم الغيب فقال : ... لا والله؛ ما هي الا وراثة عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)» (٢).
وهنالك انباء آخر عن العلم الوراثي التدويني لديه (عليهالسلام) ، فقد سئل الحسين بن زيد عن معرفة الامام موسي بن جعفر ببعض الغيب ، فقال : «وكيف لا يعرفه ، وعنده خط علي (عليهالسلام) ، واملاء رسول الله (صلي الله عليه وآله)» (٣).
وهذا العلم غير خاضع للاجتهاد ، وهو نص صريح مطلق ، ولا مصدر له الا الكتاب والسنة كما هو الواقع بما تفيده الآثار ، فقد روي سماعة عن الامام موسي بن جعفر ، قال : قلت له : أكل شيء في كتاب الله وسنة نبيه (صلي الله عليه وآله) ، أو تقولون فيه؟ قال : بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه (صلي الله عليه وآله) (٤).
وبهذا يتضح للباحث المحايد أن مصدر علم الامام يستند الي الركنين الأساسيين في التشريع : القرآن العظيم والسنة النبوية.
وكان انتظام هذا المصدر متجانسا مع طبيعة حياة الامام الدراسية ، فما تحدث أحد أنه درس علي أحد ، أو أخذ عن أحد ، فليس له شيوخ أو أساتيذ كما هو شأن العلماء الآخرين ، ولم يحضر في حلقة أستاذ ، ولم يتخرج في معهد ما ، وانما تخرج في مدرسة أبيه ضمن التسلسل الاسنادي في الرواية والحديث والتفقه العام ، حتي أصبح قائد هذه المدرسة بعد حين.
_________________
(١) الكليني / الكافي ٣ / ٩٢ ، البحار ٤٨ / ١١٣.
(٢) الشيخ المفيد / الأمالي / ١٣.
(٣) المجلسي / بحارالأنوار ٤٨ / ١٦٠ يرويه عن / الحميري / قرب الاسناد / ١٧٨.
(٤) الكليني / الكافي ١ / ٦٢.