وعن علي بن أبيحمزة ، قال : كنا بمكة سنة من السنين ، فأصاب الناس تلك السنة صاعقة كبيرة حتي مات من ذلك خلق كثير ، فدخلت علي أبيالحسن (عليهالسلام) ، فقال مبتدئا من غير أن أسأله : يا علي ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربص به ثلاثا الي أن تجيء منه ريح يدل علي موته.
قلت : جعلت فداك ، كأنك تخبرني أن دفن ناس كثير أحياء؟ قال : نعم ، يا علي ، قد دفن ناس كثير أحياء ، وما ماتوا الا في قبورهم» (١).
ان هذه الاجابات وهي سمحة لا عسير فيها ، وواضحة لا ابهام بها ، توحي بالمستوي العلمي لموازين الشريعة وأحكامها ، وكانت استدلالاتها حجة لا تقبل الريب أو الشك ، وهي غيض من فيض.
يقول الأستاذ محمدحسن آلياسين :
«ويظهر من بعض النصوص المأثورة عن الامام أن هناك من كان يعترض عليه في أحكامه وفتاواه ، فلا يجد مناصا من اضافة شرح أو زيادة استدلال ، لاقناع خصمه بصواب قوله وصحة فتواه». وقد أورد بعض النماذج علي ذلك (٢).
ومن ذلك : أن أبايوسف أمره الرشيد بسؤال الامام. فقال للامام : ما تقول في التظليل للمحرم؟
قال الامام : لا يصلح.
قال أبويوسف : فيضرب الخباء في الأرض ويدخل البيت؟
قال : نعم. قال : فما الفرق بين الموضعين؟
قال الامام : ما تقول في الطامث أتقضي الصلاة؟
قال : لا.
__________________
(١) ابن شهر آشوب / المناقب ٣ / ٤١١.
(٢) محمدحسن آلياسين / الامام موسي بن جعفر / ١١٢.