(وعلامات وبالنجم هم يهتدون) (١).
ونحن نعرف هذا العلم وما نذكره (٢).
وهذا الاتساع في الادراك المعرفي لا يصدر الا من تلك النجمة المختارة فيما وهبت من العلم الرفيع ، وكما قال هو (عليهالسلام) :
«ان الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء ، فيقول : لا أدري» (٣).
ولما كان الهدف العلمي معنيا باصلاح الذات أولا ، كان اهتمام الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) بالنفس الانسانية وتهذيبها معلما بارزا من معالم تنمية الأخلاق وتقويمها لديه ، فعمل علي شحذ الهمم وصقلها ، وحدب علي معالجة ظواهر التخلف الاجتماعي ، وعني بالتربية الفاضلة المهذبة ، وأراد للانسان حياة الصدق والايثار ، وحبب اليه محاسبة نفسه ، وموازنة عمله.
قال الامام : «ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم ، فان عمل حسنا استزاد الله ، وان عمل شيئا استغفر الله منه ، وتاب اليه» (٤).
هذه المحاسبة أداة فاعلة في الازدياد من الخير ، والعمل علي ضبط النفس وصيانتها من السيئات ، ولو ارتطم بها كان عليه الانابة والاستغفار ، وهذا كله من سيماء الصالحين.
ويضيف الامام (عليهالسلام) الي هذا التوجه خصائص أخري ينبغي لأهل الخير الارتباط بها علي الصعيد العملي فيقول : «التحدث بنعم الله شكر ، وترك ذلك كفر ، فأربطوا نعم ربكم بالشكر ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ،
__________________
(١) سورة النحل / ١٦.
(٢) المجلسي / بحارالأنوار : ٤٨ / ١٤٥ ـ ١٤٦ وانظر مصدره.
(٣) الكليني / الكافي ١ / ٢٢٧.
(٤) المصدر نفسه : ٢ / ٤٥٣.