وادفعوا البلاء بالدعاء ، فان الدعاء جنة ترد البلاء وقد أبرم ابراما» (١).
وندب الامام الي تعظيم أمر الخير ، واجتناب قليل الذنب ، وأشار الي مراقبة النفس بخوف الله سرا ، ودعا الي مكارم أخري بقوله : «لا تستكثروا كثير الخير ، ولا تستقلوا قليل الذنوب ، فان قليل الذنوب يجتمع حتي يصير كثيرا ، وخافوا الله في السر حتي تعطوا من أنفسكم النصف ، وسارعوا الي طاعة الله ، وأصدقوا الحديث ، وأدوا الأمانة ، فان ذلك لكم ، ولا تدخلوا فيما لا يحل لكم ، فانما ذلك عليكم» (٢).
وهذا المنطق الجزل منحي جديد في استباق الخير ، والانتهاء عن الفكر ، والاسراع في الطاعة ، وحمل معالي الأمور شعارا.
ونهي الامام النفس عن الهوي ، والنفس أثمن متاع ينبغي أن لا يفرط فيه جزافا ، ولا يلقي له القياد انحدارا ، قال الامام : «اتق المرتقي السهل اذا كان منحدره وعرا» (٣).
والحديث هذا من غرر الأحاديث بلاغة ودلالة وايجازا.
ودعا الامام الي الموازنة في استقبال أيام العمر ، فلا يستوي لدي الانسان الأريب يوماه ، ولا يستغل بيوم عما قبله ، وليكن يومه خيرا من أمسه ، وغده خيرا من يومه ، لئلا يغبن.
قال الامام : «من استوي يوماه فهو مغبون ، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون ، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في النقصان ، ومن كان الي النقصان فالموت خير له من الحياة» (٤).
وكانت دعوة الامام الي التقوي تمثل ملحظا ايجابيا يتوصل معه المرء
__________________
(١) ظ : باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر ١ / ٢٤٨.
(٢) الكليني / الكافي ٢ / ٤٥٧ ـ ٤٥٨.
(٣) المصدر نفسه ٢ / ٣٣٦.
(٤) الاربلي / كشف الغمة ٣ / ٤٦.