يشكر فدخل دار الإمارة بنعل ورداء ، فاجتمع الناس إليه فأخذهم بالبيعة فقالوا : علام نبايع؟ فقال : على ما أحببتم وكرهتم. فبايعوه على ذلك.
وكتب عبد الله بن معاوية ، فيما ذكر محمد بن علي بن حمزة ، عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الجعفري ، عن أبيه ، عن عبد العزيز بن عمران ، عن محمد بن جعفر بن الوليد مولى أبي هريرة [ومحرز بن جعفر](١).
أن عبد الله بن معاوية كتب إلى الأمصار يدعو إلى نفسه لا إلى الرضا من آل محمد. قال : واستعمل أخاه الحسن على اصطخر ، وأخاه يزيد على شيراز ، وأخاه عليا على كرمان ، وأخاه صالحا على قم ونواحيها. وقصدته بنو هاشم جميعا ، منهم السفاح ، والمنصور [وعيسى بن علي. وقال ابن أبي خيثمة ، عن مصعب : وقصده وجوه قريش من بني أمية وغيرهم ، فمن قصده من بني أمية سليمان بن هشام بن عبد الملك ، وعمر بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان](٢) ، فمن أراد منهم عملا قلّده ، ومن أراد صلة وصله. فلم يزل مقيما في هذه النواحي التي غلب عليها حتى ولى مروان بن محمد الذي يقال له : مروان الحمار ، فوجّه إليه عامر بن ضبارة (٣) في عسكر كثيف ، فسار إليه حتى إذا قرب من أصبهان ندب ابن معاوية أصحابه إلى الخروج إليه وقتاله ، فلم يفعلوا ولا أجابوه ، فخرج على دهش هو وإخوته قاصدين لخراسان ، وقد ظهر أبو مسلم بها ، ونفى عنها (٤) نصر بن سيار ، فلما صار في طريقه نزل على رجل من التناء ذي مروءة ونعمة وجاءه فسأله معونته. فقال : أنت من ولد رسول الله (ص)؟ قال : لا.
قال : أفأنت إبراهيم الإمام الذي يدعى له بخراسان؟ قال : لا. قال : فلا حاجة لي في نصرتك.
فخرج إلى أبي مسلم وطمع في نصرته فأخذه أبو مسلم فحبسه عنده (٥).
__________________
(١) الزيادة من الخطية والأغاني.
(٢) الزيادة من الأغاني.
(٣) في الأغاني «عامر بن صبارة».
(٤) هكذا في الأغاني وفي النسخ «وبقي نصر بن سيار».
(٥) في الأغاني ١١ / ٧٤ «وحبسه عنده وجعل عليه عينا يرفع إليه أخباره ، فرفع إليه أنه يقول : ليس في الأرض أحمق منكم يا أهل خراسان في طاعتكم هذا الرجل ، وتسليمكم إليه مقاليد أموركم من غير أن تراجعوه في شيء ، أو تسألوه عنه ، والله ما رضيت الملائكة الكرام من الله تعالى بهذا حتى راجعته في أمر آدم عليه السلام فقالت (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) حتى قال لهم (إني أعلم ما لا تعلمون).».