قال : فضجر عبد الله ضجرة فقال : يا علي ألا ترى ما نحن فيه من البلاء؟. ألا تطلب إلى ربك عز وجلّ أن يخرجنا من هذا الضيق والبلاء؟.
قال : فسكت عنه طويلا ثم قال : يا عم إن لنا في الجنة درجة لم نكن لنبلغها إلّا بهذه البلية ، أو بما هو أعظم منها ؛ وإن لأبي جعفر في النار موضعا لم يكن ليبلغه حتى يبلغ منا مثل هذه البلية ، أو أعظم منها ؛ فإن تشأ أن تصبر ، فما أوشك فيما أصبنا أن نموت فنستريح من هذا الغم كأن لم يكن منه شيء ، وإن تشأ أن ندعو ربنا عز وجل أن يخرجك من هذا الغم ، ويقصّر بأبي جعفر غايته التي له في النار ، فعلنا.
قال : لا ، بل اصبر.
فما مكثوا إلّا ثلاثا حتى قبضهم الله إليه.
* * *
وتوفي علي بن الحسن وهو ابن خمس وأربعين سنة ، لسبع بقين من المحرم سنة ست وأربعين ومائة.
* * *
٢٠ ـ عبد الله بن الحسن بن الحسن
وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام
ويكنى أبا جعفر (١).
وأمه أم عبد الله بنت عامر ، وهي أم أخيه علي.
أخبرنا عمر بن عبد الله ، قال : حدّثنا عمر بن شبّة ، قال : حدّثني محمد بن يحيى ، عن الحرث بن إسحاق ، قال :
خرج رياح ببني حسن ؛ ومحمد بن عبد الله بن عمرو إلى الرّبذة (٢) ، فلما
__________________
(١) في الطبري ٩ / ١٩٢ «وحدثني إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم قال : حبس معهم أبو جعفر عبد الله بن حسن ابن حسن أخا علي».
(٢) كذا في الطبري وفي النسخ «الزبدة».