محمود الطريقة ، سديد المذهب ، لا من كان بخلاف ذلك ، أو عدل عن سبيل أهله ومذاهب أسلافه ، أو كان خروجه على سبيل عيث وإفساد. وعلى أنا لا ننتفي من أن يكون الشيء من أخبار المتأخرين منهم فاتنا (١) ولم يقع إلينا ، لتفرقهم في أقاصي المشرق والمغرب ، وحلولهم في نائي الأطراف وشاسع المحال التي يتعذر علينا استعلام أخبارهم فيها ، ومعرفة قصصهم لاستيطانهم إيّاها سيما مع قصور زماننا (٢) [هذا] وأهله ، وخلوه من مدوّن الخبر ، أو ناقل الأثر ، كما كان المتقدمون قبلهم يدونون ويصنفون وينظمون ويرصفون.
ومن اعترف بالتقصير خلا من التأنيب / (٣).
وجاعلون ما نؤلفه في هذا الكتاب ونأتي به ، على أقرب ما يمكننا من الاختصار ونقدر عليه من الاقتصار ، وجامعون فيه ما لا يستغنى عن ذكره من أخبارهم وسيرهم ومقاتلهم وقصصهم ؛ إذ كان استيعاب ذلك وجمعه من طرقه ووجوهه يطول جدا ويكثر ويثقل على جامعه وسامعه ، والاختصار لمثل هذا أخف على الحامل والناقل.
والله المسؤول حسن التوفيق والمعونة على ما أرضاه من قول ، وأزلف لديه [من عمل](٣). وهو حسبنا ونعم الوكيل.
١ ـ جعفر بن أبي طالب
فأول قتيل منهم في الإسلام جعفر بن أبي طالب عليه السلام (٤). واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب ، وهو شيبة بن هاشم وهو عمرو بن عبد مناف.
ويكنى أبا عبد الله فيما يزعم أهله.
__________________
(١) في ق : «من أن يكون اليسير منهم».
(٢) في الخطية «مع نقص زماننا» والزيادة منها.
(٣) الزيادة من المخطوطة.
(٤) البداية والنهاية ٤ / ٢٥٥ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٩٨ وأسد الغابة ١ / ٢٨٦. والإصابة ١ / ٢٤٨ وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٨. وابن أبي الحديد ٣ / ٤٠٧ ، وصفة الصفوة ١ / ٢٠٨ ، والاستيعاب ١ / ٨١ ، وحلية الأولياء ١ / ١١٤.