أيام أبي جعفر المنصور
ومن قتل منهم فيها
وكان أبو جعفر المنصور قد طلب محمدا ، وإبراهيم فلم يقدر عليهما ، فحبس عبد الله بن الحسن وإخوته ، وجماعة من أهل بيته بالمدينة ، ثم أحضرهم إلى الكوفة فحبسهم بها ، فلما ظهر محمد قتل عدة منهم في الحبس ، فلم تنتظم لي أخبارهم بإفراد خبر كل واحد منهم على حدته ، إذ كان ذلك مما تقطع به حكاية قصصهم ، فصدرت أسماءهم ، وأنسابهم ، وشيئا من فضائلهم ، ثم ذكرت بعد ذلك أخبارهم ، عليهم السلام.
* * *
١٦ ـ عبد الله بن الحسن بن الحسن
وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام
يكنى أبا محمد (١).
وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب.
وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله (٢).
وأمها الجرباء بنت قسامة بن رومان من طيّئ (٣).
أخبرني أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنا يحيى بن الحسن ، قال :
إنما سميت الجرباء بنت قسامة لحسنها ، كانت لا تقف إلى جانبها امرأة ـ وإن كانت جميلة ـ إلّا استقبح منظرها لجمالها ، وكان النساء يتحامين أن يقفن إلى جانبها ، فشبهت بالناقة الجرباء التي تتوقاها الإبل مخافة أن تعديها (٤).
__________________
(١) الأغاني ١٨ / ٢٠٣ ـ ٢٠٩ والإصابة ٥ / ١٣٣ والمعارف ٩٣.
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٣٥.
(٣) في الأغاني «بن طيّئ».
(٤) في الأغاني بعد ذلك «وكانت أم إسحاق من أجمل نساء قريش وأسوأهن خلقا ، ويقال إن نساء بني تيم كانت لهن حظوة عند أزواجهن على سوء أخلاقها. ويروى أن أم إسحاق كانت ربما حملت وولدت وهي لا تكلم زوجها».