وكأنما بين الجوانح والحشا |
|
مما تأوّبني شهاب مدخل (١) / (٧) |
وجدا على النّفر الذين تتابعوا |
|
يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا |
صلى الإله عليهم من فتية |
|
وسقى عظامهم الغمام المسبل (٢) |
صبروا بمؤتة للإله نفوسهم |
|
عند الحمام حفيظة أن ينكلوا (٣) |
إذ يهتدون بجعفر ولوائه |
|
قدّام أوّلهم ونعم الأوّل (٤) |
حتى تفرّقت الصفوف وجعفر |
|
حيث التقى وعث الصّفوف مجدّل (٥) |
فتغيّر القمر المنير لفقده |
|
والشمس قد كسفت وكادت تأفل (٦) |
[قوم بهم نصر الإله عباده |
|
وعليهم نزل الكتاب المنزل (٧)] |
ويهديهم رضى الإله لخلقه |
|
وبحدّهم نصر النبيّ المرسل (٨) |
بيض الوجوه ترى بطون أكفّهم |
|
تندى إذا اعتذر الزمان الممحل (٩) |
__________________
ـ بين خرزتين في المزادة فإن كان غير محكم وكف منه الماء ، والمخضل : السائل الندى. وفي ابن أبي الحديد ٣ / ٤٠٤ «وكف الرباب» وفي سيرة ابن هشام بعد هذا البيت :
في ليلة وردت على همومها |
|
طورا أحسن وتارة أتململ |
واعتادني حزن فبت كأنني |
|
ببنات نعش والسماك موكل |
(١) المدخل : النافذ : إلى الداخل.
(٢) المسبل : الممطر.
(٣) الحمام : الموت. وينكلوا : يرجعوا هائبين لعدوهم.
(٤) بعد هذا البيت في سيرة ابن هشام :
فمضوا أمام المسلمين كأنهم |
|
فنق عليهن الحديد المرفل |
والفنق : الفحول من الإبل ، والمرفل : السابغ.
(٥) في سيرة ابن هشام «حتى تفرجت» والوعث الرمل الذي تغيب فيه الأرجل ، ومجدل : مطروح على الجدالة ، وهي الأرض. وفي ابن أبي الحديد «... التقى جمع الغواة».
(٦) تأفّل : تغيّب ، وفي القرآن (فلما أفلت قال إني لا أحب الآفلين) وفي سيرة ابن هشام بعد هذا البيت :
قرم علا بنيانه من هاشم |
|
فرعا أشم وسؤددا ما ينقل |
(٧) الزيادة من النسخة الخطية وفي سيرة ابن هشام «عصم الإله» وفيها بعد البيت :
فضلوا المعاشر عشرة وتكرما |
|
وتنهدت أحلامهم من يجهل |
لا يطلقون إلى السفاه حباهم |
|
ويرى خطيبهم بحق يفصل |
(٨) ويروى «بجدهم» قال أبو ذر : «من رواه بالحاء المهملة فمعناه بشجاعتهم وإقدامهم ؛ ومن رواه بالجيم المكسورة فهو معلوم».
(٩) الممحل : الشديد القحط وفي أ ، ب : «قوم بهم نظر الإله لخلقه».