تراب (١).
فحدّثني علي بن إسحاق ، قال حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال حدّثنا خالد بن مخلد ، قال حدّثنا سلمان بن بلال ، قال حدّثني أبو حازم بن دينار ، قال سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول :
إن كان لأحب أسماء علي إليه أبو تراب ، وإن كان ليفرح أن يدعى بها ، وما سمّاه بذلك إلّا رسول الله (ص).
وكان رسول الله (ص) أخذ عليّا من أبيه وهو صغير في سنة أصابت قريشا وقحط نالهم ، وأخذ حمزة جعفرا ، وأخذ العباس طالبا ليكفوا أباهم مؤنتهم ويخففوا عنه ثقلهم ، وأخذ هو عقيلا لميله كان إليه فقال رسول الله (ص) : اخترت من اختار الله لي عليكم عليا (٢).
حدّثني بذلك أحمد بن الجعد الوشاء قال حدّثنا عبد الرحمن بن صالح ، قال حدّثنا علي بن عابس عن هرون بن سعد عن زيد بن علي.
وكانت سنه يوم أسلم إحدى عشرة سنة على أصح ما ورد من الأخبار في إسلامه ، وقد قيل ثلاث عشر سنة ، وقيل سبع سنين. والثابت إحدى عشرة ، لأن رسول الله (ص) بعث وهذه سنوه فأقام معه بمكة ثلاث عشرة ، وبالمدينة عشرا. وعاش بعد رسول الله (ص) ثلاثين سنة تنقص شهورا. وقال في خطبته التي حدّثني بها العباس بن علي النسائي وغيره ، قالوا حدّثنا محمد بن حسان الأزرق قال حدّثنا شبابة بن سوار (٣) قال حدّثنا قيس بن الربيع عن عمرو بن قيس الملائي عن أبي صادق : إنه عليه السلام خطب الناس وقد بلغه خبر غارة الغامدي على الأنبار فقال في خطبته : لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب ، ويحهم وهل فيهم أشد مراسا لها
__________________
(١) مرآة الجنان ١ / ١٠٨ ومسند أحمد ٤ / ٢٦٣ والقسطلاني ٦ / ١٣٨ وعمدة القاري ٢٢ / ٢١٤ وصفة الصفوة ٤ / ١٤٥.
(٢) ابن أبي الحديد ١ / ٥ و ٣ / ٨٢ وفيه «وكان أبو طالب يحب عقيلا ولذلك قال : دعوا لي عقيلا وخذوا من شئتم».
(٣) في ط وق «شبانة» وهو تحريف والتصويب من الخطية والتهذيب ٤ / ٣٠٠.