(بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) : العصمة الوثيقة ، وهي استعارة تصريحية تمثيلية ، فقد شبّه من يسلك سبيل الله بمن أخذ بحبل وثيق مأمون لا ينقطع.
(انْفِصامَ) : انقطاع ، من الفصم وهو الكسر.
* * *
مناسبة النزول
جاء في أسباب النزول للواحدي ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، في قوله تعالى : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) قال : كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد ، فتحلف لئن عاش لها ولد لتهوّدنه ، فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم أناس من الأنصار ، فقالت الأنصار : يا رسول الله أبناؤنا ، فأنزل الله تعالى (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) قال سعيد بن جبير : فمن شاء لحق بهم ، ومن شاء دخل في الإسلام.
وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له صبيح ، وكان يكرهه على الإسلام. وقال السدي : نزلت في رجل من الأنصار يكنى أبا الحصين ، وكان له ابنان ، فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت ، فلما أرادوا الرجوع من المدينة ، أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا وخرجا إلى الشام ، فأخبر أبو الحصين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : أطلبهما ، فأنزل الله عزوجل (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أبعدهما الله هما أول من كفر.
وقال مسروق : كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان ، فتنصرا قبل أن يبعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام ، فأتاهما أبو هما فلزمهما وقال : والله لا أدعكما حتى تسلما ، فأبيا أن