عقيدته الإلحادية أو المنحرفة أو الإشراكية من أجل الوصول معه إلى الوضوح في المسألة الفكرية في هذا الجانب أو ذاك ، خصوصا أنه من الصعب أن تلتقي إنسانا يؤمن بالإلحاد بمعنى اعتقاد النفي ، لأن النفي يحتاج إلى دليل لا يملكه النافي ، كما هو الإثبات بحاجة إلى الدليل ، بل كل ما هناك ، أن الإنسان يشك في الله وفي الرسالة وفي اليوم الآخر ، وفي بعض المفاهيم الإسلامية الثابتة كضرورة في الدين ، وفي هذه الحالة لا يعتبر الشاك كافرا إذا لم يتحوّل الشك إلى جحود لا يملك الدليل عليه ، وفي ضوء هذا ، لا ينطبق عليه حكم الكافر الذي لا يسمح الإسلام له بالحرية من ناحية المبدأ في الظروف الطبيعية.
* * *
الآية ومسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وقد يشكل البعض على الجانب الخاص بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمتمثل بفرض التغيير بالقوة لجهة اعتباره نوعا من أنواع الإكراه ، كما حاول البعض أن يهاجم هذا الأسلوب المتّبع في المجال التطبيقي للإسلام في المجتمع بهذه الحجة ، فطرح فكرة (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) التي تتنافى مع كل أساليب العنف والضغط في كل أعمال الإنسان وأقواله. ونجيب على ذلك ، بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدخل في نطاق تطبيق النظام على الفرد والمجتمع ، أو ما يسمى بتنفيذ القانون ، ولا معنى لأن يمنح القانون للناس حرية التمرّد عليه أو تعطيله. ونحسب أن هؤلاء الذين أثاروا هذا الجانب من الاعتراض ، يعتقدون بأن للفرد حرية من نوع خاص ،