شاهده تتجمع أعضاؤه أمامه في عملية الحياة.
ثم يعود إبراهيم من جديد ليتساءل كيف يحيي الله الموتى ، وتعيش التجربة في نطاق عمليّة خارقة للعادة يستجيب الله فيها لرغبته ...
إن كل هذه القصص الثلاث التي تتصل بالجانب الغيبي من التفكير الديني ، توحي لنا بالفكرة في أسلوب تقريري يجعل الفكرة والشعور يحملانها في جوّ من التفكير ، تضج فيه غرابة لا تبتعد عن جانب الإيمان في الإنسان الذي يخشع إيمانه أمام الحق الذي ينزله الوحي في القرآن ، وأمام القدرة التي لا يعجزها شيء في الإيمان بالله ، وأمام الإيمان بالغيب الذي هو من أركان العقيدة في ما تقرره من الانطلاق مع حقائق الوجود الذي يهيمن عليه الله خالقه في عالم الشهود وفي عالم الغيب ، وذلك هو أحد إثارات القرآن أمام الإنسان بغية إرشاده وتربيته روحيا وفكريا.
* * *
إبراهيم يتحدى الطاغوت
لقد واجه إبراهيم ـ النبي في حياته طاغية من أكثر الطغاة تمرّدا ، حيث بلغ به الطغيان حدّا خيّل إليه معه أنه الإله الذي يجب على الناس أن يعبدوه من دون الله ، ولم يحدثنا القرآن عن اسمه ، ولكن تاريخ القصص الديني للأنبياء يعطيه اسم النمرود ، ولا يهمنا ذلك في قليل أو كثير ، لأن القيمة تتمثل بالمناذج الحيّة في ما تمثّل من مواقف حاسمة وتجارب رائدة.
وقد وقف إبراهيم معه ، في قصة الحوار ، موقفا حاسما قويا ، حاول أن يثير فيه قضية الألوهة وارتباطها بالقدرة المطلقة التي لا يملكها هذا الطاغية ، فطرح فكرة الحياة والموت ، وأن الله ـ رب إبراهيم ـ هو الذي