(حَاجَ) : غالب خصمه بالحجة ، والمحاجّة ، أن يطلب كل واحد أن يردّ الآخر عن حجته ومحجّته. ويسمّى ما يحتجّون به حجّة وإن كانت داحضة (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ ، حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) [الشورى : ١٦] ، (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) [الأنعام : ١٤٩].
(أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) لأن آتاه ، فهي واردة مورد التعليل ، لأن إيتاء الملك أبطره.
(فَبُهِتَ) : دهش وتحيّر وانقطع ، فالبهت الحيرة عند استيلاء الحجة.
* * *
تربية القرآن للإنسان
ثلاث آيات تتلاحق الواحدة تلو الأخرى نلتقي فيها بالحديث عن فكرة إحياء الله للأشياء التي تدبّ فيها الحياة ، ولكن بطريقة لا تعتمد الاستدلال بالبراهين العقليّة ، بل بطريقة إيحائية ، توحي بالفكرة من خلال القصة الخاطفة ، من خلال حوار يدور بين إبراهيم عليهالسلام وبين طاغية زمانه ، فيصور لنا الفكرة كحقيقة لا تحتمل الريب ، في تمثلها في العقيدة بالله الواحد ، فلا يملك الطاغية مجالا للهروب منها إلا بالتلاعب بالألفاظ والضحك على قول السذّج من البسطاء ...
ونتمثلها في قصة الإنسان الذي وقف مدهوشا أمام القرية التي يغمرها الموت بكل أفكارها ، فيتساءل ... فيموت ... ثم يبعث في الدنيا ... وتتمثل الفكرة أمامه في كيانه الذي دبّت الحياة فيه من جديد ، وفي حماره الذي