دون أن يفرضوها ، لتتجه إلى مواقع الناس الذين ينطلقون في عملية الاختيار نحو الإيمان هنا ، ونحو الكفر هناك ، لتتطور الأمور إلى الاقتتال الذي يحاول فيه كل فريق أن تكون الساحة له من موقع القوّة الراغبة في السيطرة لمصلحة الإيمان أو لمصلحة الذات.
وربما حاول البعض من هؤلاء أن يجعلوا من تفضيل بعض الرسل على بعض وسيلة من وسائل الوقوف عند هذا الرسول ، فلا يتعداه للإيمان بالرسول الآخر ، بالإضافة إلى إيمانه به ، فيثور الخلاف والنزاع الذي يعدّد الأديان ليدعي أحدهم أن دينه هو دين الحياة الأخير ويدعي الآخر الدعوى نفسها في دينه.
إنها إرادة الله في حركة التكوين في خضوعها للأسباب والمسببات الطبيعية التي أودعها في الكون ، القائمة في الإنسان على أساس حرية الإرادة وحيوية الاختيار ، في الوقت الذي كانت إرادته التشريعية تدعوه إلى أن يمتنع عن القيم السلبية ليلتزم بالقيم الإيجابية في الدين والحياة ، لأن الله يريد لدينه ولشريعته ولحركة الحياة في الإنسان أن تنطلق من موقع الحرية لا من خلال الجبر ، لأن المصلحة تقتضي ذلك في عمران الكون القائم على التنوع والصراع والتوازن.
* * *
الآية ظاهرة بشمولها ولا اختصاص لها
٢ ـ وقد استقرب المفسرون أن المراد بقوله : (مَنْ كَلَّمَ اللهُ) موسى عليهالسلام بقرينة قوله تعالى : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) [النساء : ١٦٤] وأن المراد بقوله (وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لما ثبت من