كبس (١) ـ يقول بيت صغير ـ ، فلمّا أتاهم قال أبو طالب : إنّ بني عمّك هؤلاء قد زعموا أنّك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم ، فحلّق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببصره إلى السّماء فقال : «أترون هذه الشمس»؟ قالوا : نعم ، قال : «فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها شعلة» ، فقال أبو طالب : والله ما كذبنا ابن أخي قط فارجعوا. رواه البخاري في «التاريخ» (٢) عن أبي كريب ، عن يونس.
وقال ابن إسحاق (٣) : وحدّثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة (٤) أنّ قريشا حين قالت (٥) لأبي طالب ما قالوا (٦) ، بعث إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا بن أخي إنّ قومك قد جاءوا (٧) إليّ فقالوا (٨) : كذا وكذا ، فأبق عليّ وعلى نفسك ، ولا تحمّلني من الأمر ما لا أطيق ، فظنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قد بدا لعمّه بداء (٩) وأنّه خاذله ومسلمه (١٠) ، فقال : «يا عمّ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي (١١) على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» ، ثم استعبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١٢) ثم قام ، فلمّا ولّى ناداه أبو طالب
__________________
(١) في الأصل و (ع) مهملة من النقط ، والتصويب من تاريخ البخاري.
(٢) التاريخ الكبير ج ٧ / ٥١ في ترجمة عقيل بن أبي طالب ، رقم ٢٣٠ وانظر السير والمغازي ١٥٤ ، ١٥٥.
(٣) سيرة ابن هشام ٢ / ٥.
(٤) في السيرة «يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنّه حدّث».
(٥) في السيرة «قالوا».
(٦) في السيرة «هذه المقالة».
(٧) في السيرة «جاءوني».
(٨) في السيرة «فقالوا لي كذا وكذا الّذي كانوا قالوا له».
(٩) كلمة «بداء» ليست في السيرة.
(١٠) في السيرة زيادة «وأنّه قد ضعف عن نصرته والقيام معه».
(١١) في السيرة «يساري».
(١٢) في السيرة «فبكى».