وأما عروة بن الزّبير فقال : ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا قحطان وإلّا تخرّصا (١).
وعن ابن عبّاس قال : بين معدّ بن عدنان وبين إسماعيل ثلاثون أبا (٢) قاله هشام بن الكلبيّ النّسّابة ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، ولكن هشام وأبوه متروكان (٣).
وجاء بهذا الإسناد أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم كان إذا انتهى إلى عدنان أمسك ويقول : (كذب النسّابون) (٤) قال الله تعالى : (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) (٥).
وقال أبو الأسود يتيم عروة : سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة (٦) ، وكان من أعلم قريش بأنسابها وأشعارها يقول : ما وجدنا أحدا
__________________
(١) انظر الروض الأنف ١ / ١١ ، وطبقات ابن سعد ١ / ٥٨ ، تهذيب الكمال ١ / ١٧٥ الإنباه على قبائل الرواة ٤٧ ، ٤٨.
(٢) وقيل إنّه قد حفظ لمعدّ أربعين أبا بالعربية من إسماعيل. (انظر : تاريخ الطبري ٢ / ٢٧٤ والروض الأنف للسهيلي ١ / ١١ و ١٥).
(٣) قال ابن حبّان في هشام بن محمد بن السّائب الكلبي : «كان غاليا في التشيّع ، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها». (المجروحين من المحدّثين والضعفاء والمتروكين ٣ / ٩١) وفي أبيه محمد قال : «الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه» ٢ / ٢٥٥.
(٤) قال السهيليّ في الروض الأنف ١ / ١١ : «وما بعد عدنان من الأسماء مضطرب فيه ، فالذي صحّ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه انتسب إلى عدنان لم يتجاوزه ، بل
قد روي من طريق ابن عباس أنه لما بلغ عدنان قال : «كذب النّسّابون» مرتين أو ثلاثا.
والأصح في هذا الحديث أنه من قول ابن مسعود. وروي عن عمر رضياللهعنه أنه قال : إنما ننتسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو». وانظر : مروج الذهب للمسعوديّ ٢ / ٢٧٣ و ٢٧٤ ، والطبقات لابن سعد ١ / ٥٦ ، ونسب قريش للزبيري ٣ ، ٥ ، وتهذيب الكمال للمزّي ١ / ١٧٦.
(٥) سورة الفرقان ٣٨.
(٦) انظر عنه : الطبقات لخليفة ٢٤٧ و ٢٤٩ ، التاريخ الكبير للبخاريّ ٩ / ١٣ رقم ٨٥ ، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٣٤١ رقم ١٥١٨ ، تهذيب التهذيب لابن حجر ١٢ / ٢٥ رقم ١٣٠ وقد ورد في نسخة القدسي المطبوعة سنة ١٣٦٧ ه. ص ١٩ «خيثمة» وهو تصحيف.