وعبد الله بن أبي بكر ، وصلت الحديث عن أبي بكر ، عن أم سلمة قالت : لما أمرنا بالخروج إلى الحبشة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين رأى ما يصيبنا من البلاء : «الحقوا بأرض الحبشة فإنّ بها ملكها لا يظلم عنده أحد ، فأقيموا ببلاده حتى يجعل الله لكم مخرجا مما أنتم فيه ، فقدمنا عليه فاطمأننّا في بلاده (١). الحديث.
قال البغوي في تاسع «المخلصيات» (٢) : وروى ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، عن عمرو بن العاص بعض هذا الحديث.
وقال البكّائي : قال ابن إسحاق (٣) : فلمّا رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما يصيب أصحابه من البلاء ، وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ، ومن عمّه ، وأنه لا يقدر أن يمنعهم من البلاء ، قال لهم : لو خرجتم إلى أرض الحبشة ، فإنّ بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق ، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه» فخرج عند ذلك المسلمون مخافة الفتنة ، وفرارا بدينهم إلى الله (٤).
فخرج عثمان بزوجته ، وأبو حذيفة ولد عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو ، فولدت له بالحبشة محمدا ، والزّبير بن العوّام ، ومصعب بن عمير العبدريّ ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو سلمة بن عبد (٥) الأسد المخزوميّ ، وزوجته أمّ سلمة أمّ المؤمنين ، وعثمان بن مظعون الجمحيّ ، وعامر بن ربيعة حليف آل الخطّاب ، وامرأته ليلى بنت أبي حثمة العدويّة ، وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزّى العامريّ ،
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ / ٨٧ ، السير والمغازي ٢١٣.
(٢) هي أجزاء مشهورة لأبي طاهر المخلّص الذهبي.
(٣) سيرة ابن هشام ٢ / ٦٩ ، السير والمغازي ١٧٤.
(٤) سيرة ابن هشام ٢ / ٦٩ ، ٧٠ السير والمغازي ١٧٤.
(٥) «عبد» ليست في السيرة.