وقال ابن لهيعة : حدّثني أبو الأسود ، عن عروة ، عن عائشة ، أنّ نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم كان أوّل شأنه يرى المنام ، فكان أوّل ما رأى جبريل بأجياد (١) ، أنّه خرج لبعض حاجته ، فصرخ به : يا محمّد يا محمّد ، فنظر يمينا وشمالا ، فلم ير شيئا ، ثمّ نظر ، فلم ير شيئا ، فرفع بصره ، فإذا هو ثانيا إحدى رجليه على الأخرى في الأفق ، فقال : يا محمّد جبريل جبريل ، يسكّنه ، فهرب حتى دخل في النّاس ، فنظر فلم ير شيئا ، ثم رجع فنظر فرآه ، فذلك قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) (٢).
محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن ابن عبّاس (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) قال : دنا ربّه منه فتدلّى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى. قال ابن عبّاس قد رآه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم. إسناده حسن (٣).
أخبرنا التّاج عبد الخالق ، أنا ابن قدامة ، أنا أبو زرعة ، أنا المقدّمي ، أنا القاسم بن أبي المنذر ، أنا ابن سلمة ، أنا ابن ماجة ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا الحسن بن موسى ، عن حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، عن أبي الصّلت ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أتيت ليلة أسري بي على قوم ، بطونهم كالبيوت ، فيها الحيّات ، ترى من خارج بطونهم ، فقلت : «من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء أكلة الرّبا». رواه أحمد في «مسندة» (٤) عن الحسن ، وعفّان ، عن حمّاد وزاد فيه : رأيت ليلة أسري بي
__________________
(١) أجياد : موضع بمكة يلي الصفا. (معجم البلدان ١ / ١٠٥).
(٢) أول سورة النجم.
(٣) أخرجه الترمذي (٣٣٣٤) في سورة النجم ، وقال : هذا حديث حسن. وفيه «محمد بن عمر» وهو تصحيف ، والصحيح «عمرو» كما أثبتناه. انظر : تهذيب التهذيب.
(٤) ج ٢ / ٣٦٣ ، ورواه ابن ماجة في التجارات (٢٢٧٣) باب التغليظ في الربا ، وقال في :
مجمع الزوائد : في إسناده عليّ بن زيد بن جدعان ، ضعيف.