به وألقوه في (١) جبّ عذرة ، فغدا عمرو فلم يجده ، فخرج يتبعه حتّى وجده في البئر منكّسا مقرونا بالكلب ، فلمّا رآه أبصر شأنه ، وكلّمه من أسلم من قومه فأسلم وحسن إسلامه ، وقال :
تا الله لو كنت إلها لم تكن |
|
أنت وكلب وسط بئر في قرن (٢) |
أفّ لمصرعك إلها مستدن (٣) |
|
الآن فتشناك عن سوء الغبن |
الحمد لله العليّ ذي المنن |
|
الواهب الرّزّاق وديّان الدّين |
هو الّذي أنقذني من قبل أن |
|
أكون في ظلمة قبر مرتهن (٤) |
__________________
(١) في السيرة «ألقوه في بئر من آبار سلمة فيها عذر من عذر الناس».
(٢) أي حبل.
(٣) في السيرة لابن هشام ووفاء ألوفا للسمهودي (لملقاك) بدل (لمصرعك) ، ومستدن : ذليل مستعبد ، وقد أورد ابن هشام هذه المقطوعة ، وبعض ألفاظها هناك مخالف لما هنا ، وفي آخرها شطرة زائدة على ما هنا.
وفي حاشية الأصل هنا : بلغت قراءة خليل بن أيبك ـ السادس ـ على مؤلّفه ، فسح الله في مدّته ، ومحصّن بن عكّاشة يسمع.
(٤) سيرة ابن هشام ٢ / ٢٠٥ ، دلائل النبوّة لأبي نعيم ٢ / ١١١.