وقال يونس بن بكير ، عن إسماعيل بن عبد الملك ، عن أبي الزّبير ، عن جابر قال : خرج النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لحاجته ، وتبعته بالإداوة ، فإذا شجرتان بينهما أذرع فقال : «انطلق فقل لهذه الشجرة الحقي بصاحبتك حتّى أجلس خلفهما» ففعلت ، فرجعت حتى لحقت بصاحبتها ، فجلس خلفهما حتى قضى حاجته ، ثم رجعتا (١).
وقال أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عبّاس قال : أتى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم رجل من بني عامر فقال : إنّي أطبّ النّاس ، فإن كان بك جنون داويتك ، فقال : «أتحبّ أن أريك آية»؟ قال : نعم ، قال : «فادع ذاك العذق» ، فدعاه ، فجاءه ينقز على ذنبه ، حتى قام بين يديه ، ثمّ قال : «ارجع» فرجع ، فقال : يا لعامر ، ما رأيت رجلا أسحر من هذا (٢).
أخبرنا عمر بن محمد وغيره ، قالوا : أنا عبد الله بن عمر ، أنا عبد الأوّل بن عيسى ، أنا عبد الرحمن بن محمد الدّاوديّ ، أنا عبد الله بن حمويه ، أنا عيسى بن عمر ، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند ، أنا عبيد الله بن موسى ، عن إسماعيل بن عبد الملك ، عن أبي الزّبير ، عن جابر قال : خرجت مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في سفر ، وكان لا يأتي البراز حتى يتغيّب فلا يرى ، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر ولا علم ، فقال : «يا جابر اجعل في إداوتك ماء ثمّ انطلق بنا» ، قال : فانطلقنا حتى لا نرى ، فإذا هو بشجرتين بينهما أربعة أذرع ، فقال : «انطلق إلى هذه الشجرة فقل : يقول لك : الحقي بصاحبتك حتى أجلس (٣) خلفكما» ، فرجعت إليها ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم خلفهما ، ثمّ رجعتا إلى مكانهما.
__________________
(١) انظر دلائل النبوّة لأبي نعيم ٢ / ١٣٨.
(٢) دلائل النبوّة لأبي نعيم ٢ / ١٣٩.
(٣) في المنتقى لابن الملا «يجلس».