الخدريّ قال : بينما راع يرعى بالحرّة ، إذ عرض ذئب لشاه ، فحال الراعي بين الذئب وبين الشاة ، فأقعى الذئب على ذنبه ، ثمّ قال للرّاعي : ألا تتّقي الله تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليّ ، فقال الرّاعي : العجب من ذئب مقع على ذنبه يتكلّم بكلام الإنس! فقال الذّئب : ألا أحدّثك بأعجب منّي : رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الحرّتين يحدّث النّاس بأنباء ما قد سبق ، فساق الرّاعي شاة حتى أتى المدينة فزوّاها زاوية ، ثمّ دخل على النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فحدّثه بحديث الذّئب ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى النّاس فقال للرّاعي : قم فأخبرهم ، قال : فأخبر النّاس بما قال الذّئب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : صدق الراعي ، ألا إنّه من أشراط السّاعة كلام السّباع للإنس ، والّذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلّم السباع الإنس ، ويكلّم الرجل شراك نعله وعذبة سوطه ، ويخبره ، فخذه بما أحدث أهله بعده. أخرجه التّرمذيّ وقال : صحيح غريب (١).
وقال عبد الحميد بن بهرام ، ومعقل بن عبيد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، أو عن أبي سعيد الخدريّ نحوه ، وهو حديث حسن صحيح الإسناد.
وقال سفيان بن حمزة : ثنا عبد الله بن عامر الأسلميّ ، عن ربيعة بن أوس ، عن أنس بن عمرو ، عن أهبان بن أوس ، أنّه كان في غنم له ، فكلّمه الذّئب ، فأتى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فأسلّم. قال البخاريّ : ليس إسناده بالقويّ (٢).
__________________
(١) الجامع الصحيح (٢٢٧٢) باب ١٧ في أبواب القدر ، باب ما جاء في كلام السباع. قال الترمذي : حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل ، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث ، وثّقه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي ، ورواه أحمد في المسند ٢ / ٣٠٦ و ٣ / ٨٣ و ٨٨ و ٨٩ ، وأبو نعيم في دلائل النبوّة ٢ / ١٣٢.
(٢) التاريخ الكبير ٢ / ٤٤ ـ ٤٥ رقم ١٦٣٣.