كان يأكل من أطرافها» ، قال : فما شرابهم عليه؟ قال : «من عين فيها تسمّى سلسبيلا» ، قال : صدقت ، قال : وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلّا نبيّ أو رجل أو رجلان ، قال : «ينفعك إن حدّثتك»؟. قال : أسمع بأذنيّ ، قال : «سل» ، قال : جئت أسألك عن الولد ، قال : «ماء الرجل ابيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا منّي الرجل منّي المرأة أذكرا بإذن الله؟ وإذا علا مني المرأة منّي الرجل آنثا بإذن الله» ، فقال اليهوديّ : صدقت وإنّك لنبيّ ، ثم انصرف ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّه سألني هذا الّذي سألني عنه ، وما أعلم شيئا منه حتى أتاني الله به». رواه مسلّم (١).
وقال عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر ، حدّثني ابن عبّاس قال : حضرت عصابة من اليهود يوما النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقالوا : حدّثنا عن خلال نسألك عنها لا يعلمها إلّا نبيّ ، قال : «سلوا عمّا شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمّة الله وما أخذ يعقوب على بنيه ، إن أنا حدّثتكم بشيء تعرفونه أتبايعنّي على الإسلام؟ قالوا : لك ذلك ، قال : «فسلوني عمّا شئتم» ، قالوا : أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنها : أخبرنا عن الطّعام الّذي حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التّوراة ، وأخبرنا عن ماء الرجل كيف يكون الذّكر منه ، حتى يكون ذكرا ، وكيف تكون الأنثى منه حتى تكون أنثى ، ومن وليّك من الملائكة ، قال : «فعليكم عهد الله لئن أنا حدّثتكم لتبايعني» ، فأعطوه ما شاء الله من عهد وميثاق ، قال : «أنشدكم بالله الّذي أنزل التّوراة على موسى ، هل تعلمون أنّ إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا طال سقمه منه ، فنذر لله لئن شفاه الله من سقمه ليحرّمنّ أحبّ الشّراب إليه : ألبان الإبل ، وأحبّ
__________________
(١) في صحيحه رقم (٣١٥) في كتاب الحيض ، باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما.